في إطار سعيها إلى التوسع خارج مجال الوقود الأحفوري، ستشتري شركة “شل” العملاقة للنفط شركة “نيتشور إنيرجي بيوغاز” (Nature Energy Biogas) من صندوق التحوط “ديفيدسون كمبنر كابيتال مانجمنت” (Davidson Kempner Capital Management) مقابل نحو ملياري دولار أميركي.
هذه الصفقة سوف تجعل من “شل” أكبر منتجة في أوروبا لما يعرف باسم الغاز الطبيعي المتجدد، كما ورد في بيان أنها تأتي في سياق خطة الشركة للاستفادة من خبرتها القائمة في إنتاج وتسويق الغاز المناسب لاقتصاد منخفض الكربون.
من الناحية الكيميائية، يماثل الغاز الطبيعي الحيوي الغاز الطبيعي التقليدي، غير أنه يصنع من خلال تحلل مواد عضوية مثل المخلفات الزراعية. وهو قطاع مرشح للنمو، مع اعتبار الولايات المتحدة، عبر قانون تخفيض التضخم، والاتحاد الأوروبي هذا الوقود المتجدد دعماً لإمدادات الطاقة مع تخفيض الانبعاثات في الأعوام المقبلة.
معدلات نمو قوية
قال مدير عمليات التكرير والتوزيع في “شل” هويبرت فيجيفونو: “إن الاستحواذ على شركة (نيتشور إنيرجي) يضيف منصة إنتاج أخرى في أوروبا وخطاً للنمو في مشروعات (شل) القائمة لإنتاج الغاز الطبيعي المتجدد في الولايات المتحدة. وسوف نستخدم هذا الاستحواذ في بناء سلسلة قيمة متجددة في مجال الغاز الطبيعي المتجدد على مستوى عالمي، في وقت تشير فيه سياسات انتقال الطاقة وتفضيلات العملاء إلى معدلات نمو قوية في الطلب في الأعوام القادمة”.
الصفقة التي ينتظر إغلاقها في الربع الأول من العام القادم تنتهج خطوة مماثلة لخطوة شركة “بي بي” المنافسة في وقت سابق من هذه السنة، عندما اشترت شركة “أركيا إنيرجي” (Archaea Energy) مقابل نحو 4.1 مليار دولار، شاملة القروض.
بيراج بوركاتاريا، محلل في شركة “آر بي سي يوروب” (RBC Europe) كتب في مذكرة: “أعلنت كل من (شل) و (بي بي (LON:BP)) أن هذه الاستحواذات تقع في نطاق رأسمالها الأولي، ما ينبغي أن يشعر المستثمرين بالطمأنينة بشأن عوائد حاملي الأسهم في الفترة المقبلة، وسوف يكشف المستقبل عما إذا كانت تلك الاستحواذات صفقات رابحة أم لا، وكذلك عن أي تغيرات في السياسة المالية للطاقة في أوروبا وفي الولايات المتحدة”.
تسريع النشاط
هذا الاستحواذ سوف يسرع نشاط “شل” القائم في مجال الغاز الحيوي، الذي يقوم على موقع واحد يعمل حالياً، وأربعة تحت الإنشاء، بالإضافة إلى وحدات التداول والإمداد.
لدى شركة “نيتشور إنيرجي” 14 موقع إنتاج عامل، وتنتج نحو 6.5 مليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز سنوياً، علاوة على سلسلة من المشروعات الجديدة في أوروبا وأميركا الشمالية التي قد تضاعف ذلك الإنتاج أو أكثر بحلول نهاية العقد الحالي.
وتعد المحفظة الحالية العاملة لدى شركة “نيتشور إنيرجي” صغيرة نسبياً بمعايير إنتاج الغاز الطبيعي، حيث إن واحداً فقط من مواقع إنتاج النفط والغاز القائمة التابعة لشركة “شل” قد ينتج 10 أضعاف الطاقة التي تنتجها هذه الشركة. وتتوقع “شل” أن تحقق “نيتشور إنيرجي” عوائد بأرقام مزدوجة بعد إتمام عملية الاستحواذ.
كانت “بلومبرغ نيوز” نشرت في مارس الماضي أن “نيتشور إنيرجي” تدرس خيارات من بينها بيع الشركة، إذ تجذب اهتماماً من جانب “شل” و”بي بي”، فضلاً عن “بلاك روك” و”غلوبال إنفراستراكتشر بارتنرز” و”إي كيو تي إيه بي” (EQT AB).