يفصلنا يوم عن ختام الأسبوع عزيزي القارئ، ولكن على ما يبدو وأن الاقتصاد الأمريكي يأبى ترك الأسبوع دون إحداث أية مفاجآت، حيث وسط البيانات المتباينة المتوالية عن الاقتصاد والتي تؤكد بأن عجلة تعافي الاقتصاد الأمريكي شهدت تباطؤاً في الأونة الأخيرة، يأتي تقرير ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص بمفاجئة إضافة وظائف خلال شهر حزيران/ يونيو بأفضل من التوقعات.
حيث أشار التقرير الصادر بأن القطاع الخاص في الولايات المتحدة الامريكية تمكن من إضافة 157 ألف وظيفة خلال حزيران/ يونيو، مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 38 ألف وظيفة مضافة و التي تم تعديلها إلى 36 ألف وظيفة مضافة و بأفضل من التوقعات التي بلغت 70 ألف وظيفة مضافة.
والإشارة إلى المؤشرات الفرعية داخل التقرير نجد بأن الشركات الصناعية التابعة للقطاع الخاص أضافت 24 ألف وظيفة خلال حزيران/ يونيو مقابل 10 آلاف وظيفة مفقودة، في حين تمكنت شركات مزودي البضائع من إضافة 27 ألف وظيفة ايضا خلال حزيران/ يونيو مقابل 10 آلاف وظيفة مفقودة، بينما تمكنت شركات تزويد الخدمات من إضافة 130 ألف وظيفة خلال الشهر نفسه مقابل 46 ألف وظيفة مضافة.
وكما أسلفنا في تقاريرنا السابقة فإن تقرير ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص تكمن أهميته كونه يصدر قبل تقرير العمالة، والذي من المتوقع أن يشير بأن الاقتصاد الأمريكي تمكن من إضافة 100 ألف وظيفة خلال حزيران/ يونيو مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 54 ألف وظيفة مضافة خلال أيار/ مايو، إلا أنه عقب صدور تقرير اليوم فإن موضوع التوقعات المشجعة قد يكون قائماً لدى المستثمرين.
وبالإضافة إلى ذلك عزيزي القارئ فقد أتى تقرير طلبات الإعانة الأمريكية مجارياً لتقرير ADP حيث انخفضت طلبات الإعانة للأسبوع المنتهي في الثاني من تموز/ يوليو ليتبين انخفاض الطلبات إلى 418 ألف طلب مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 428 ألف طلب والتي تم تعديلها إلى 432 ألف طلب وبأفضل من التوقعات التي بلغت 420 ألف طلب.
وعلى صعيد آخر فقد انخفضت طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنتهي في الخامس والعشرين من تموز/ يوليو لتصل إلى 3681 ألف طلب مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 3702 ألف طلب والتي تم تعديلها إلى 3724 ألف طلب وبأفضل من التوقعات أيضا التي بلغت 3700 ألف طلب.
ومن الجدير بالذكر أن المحللين توصلوا إلى اعتقاد يتمثل في أنه يتحتم على الاقتصاد الأمريكي إضافة ما يصل إلى 140 ألف وظيفة بالمعدل الشهري، وذلك حتى يتسنى لمعدلات البطالة أن تهبط بشكل ملحوظ، واضعين بعين الاعتبار أن معدل البطالة لا يزال ضمن المستويات العليا له منذ أعوام عدة.
وهنا يجب أن لا ننبهر كثيراً بالبيانات الصادرة عن قطاع العمالة، حيث اتسم قطاع العمالة خلال الفترات السابقة بالتباين بين الأفضل والأسوأ، مشيرين من الناحية الأخرى بأن الضغوطات التي تؤثر على النشاطات الاقتصادية في الولايات المتحدة لا تزال قائمة، ولا تزال مستويات الثقة مهزوزة عالمياً، مما يحد من قابلية المستهلكين على الإنفاق.
كما ولا تزال الأوضاع غير مستقرة في الاقتصاد الأمريكي وذلك في خضم حالة التباين التي تتسم بها المؤشرات الأمريكية، واضعين بعين الاعتبار أن مرحلة التعافي لا تزال قائمة، ويجب الإشارة أيضا بأن برنانكي والفدرالي الأمريكي أكدوا بأن النصف الثاني من هذا العام قد يشهد تحسناً في أداء الاقتصاد بعد التباطؤ الذي شهده الاقتصاد خلال النصف الأول من عامنا هذا.
كما أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يحاول جاهدا إظهار بوادر التحسن التدريجي، إلا أن العقبات تبقى عالقة أمام الاقتصاد الأمريكي وتقدمه، الأمر الذي قد يقودنا بأن الاقتصاد الأمريكي سيواصل تعافيه ضمن مرحلة صعبة وشاقّة، وذلك إلى أن تستقر الأوضاع بشكل تدريجي ونسبي...