تيجوثيجالبا، 26 سبتمبر/أيلول (إفي): تبخرت آمال إقامة حوار لحل الأزمة الراهنة في هندوراس عندما ردت حكومة الأمر الواقع على إدانة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لأعمال الترهيب المستهدفة للسفارة البرازيلية بتأكيدها على أن الحصار الأمني يهدف إلى حماية مقر السفارة.
وأدت إدانة رئيس هندوراس المخلوع مانويل ثيلايا للهجوم بغازات سامة من قبل أفراد الشرطة، وهو ما نفته حكومة الأمر الواقع، بجانب احتجاجات أنصاره إلى تأجيل احتمالية إقامة حوار في هندوراس مجددا.
وقال الرئيس المعين روبرتو ميشيليتي للصحفيين الجمعة "إننا نستجيب فقط لما طلبته حكومة السيد لولا دا سيلفا (الرئيس البرازيلي) من حكومة هندوراس لضمان أمن السفارة والمبنى وحياة الموجودين بداخلها" ردا على سؤاله عما إذا كان يعتزم الاستجابة لقرار الأمم المتحدة.
وصرح ميشيليتي بذلك عقب إدانة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "لأعمال الترهيب" التى تمارس ضد سفارة البرازيل في العاصمة تيجوثيجالبا حيث يقيم مانويل ثيلايا منذ عودته المفاجئة إلى البلاد يوم الاثنين الماضي.
ونفى ميشيليتي قطع الاتصالات أو إلقاء غازات سامة على السفارة واتهم أنصار ثيلايا المحتشدين في الموقع منذ الاثنين الماضي بقطع إمدادات المياه والكهرباء عن المبنى.
كان وزير خارجية البرازيل سيلسو أموريم قد انتقد الجمعة في مجلس الأمن الوضع الحرج الذى تتعرض له سفارة بلاده في تيجوثيجالبا إثر قطع إمدادات المياه والكهرباء والطعام والاتصالات عنها بينما أدان ثيلايا إطلاق غازات سامة على الموجودين داخل المبنى.
كما أدان مندوب من لجنة الصليب الأحمر الدولية لإحدى القنوات التليفزيونية الفنزويلية منع فريق من الأطباء من دخول السفارة لتقديم الرعاية الطبية لأشخاص يزعم تضررهم من غازات سامة.
وتسببت الأحداث التى وقعت الجمعة في إفشال الاتصالات التى أجراها الخميس مرشحون في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في هندوراس يوم 29 نوفمبر/تشرين ثان المقبل مع ميشيليتي وثيلايا، أكدوا بعدها استعداد الرئيسين المعين والمخلوع للحوار.
ومع ذلك، قال ثيلايا إنه حتى الآن لا يوجد سوى "اتصالات غير رسمية" لبدء المحادثات مشيرا إلى تطويق السفارة البرازيلية بالعسكريين. كما دعا الجبهة الوطنية لمناهضة الانقلاب إلى الإبقاء على المقاومة في حين طلب الدعم من المجتمع الدولي "لإعادة الديمقراطية" التى "سرقت من الشعب الهندوري".
وعاد الآلاف من أنصار الرئيس المخلوع مجددا إلى تنظيم مظاهرات بالشوارع في مسيرة مرت أمام مقر السفارة البرازيلية مرددين هتافات مناهضة للعسكريين وميشيليتي. وصرح زعيم المزارعين بالجبهة رافائيل أليجريا لوكالة (إفي) أنهم لا ينتظرون تصريحات فقط بل "أعمال من واشنطن والمجتمع الدولي".
من جانب آخر، لم يتمكن ثيلايا الجمعة من الاجتماع مع الأسقف لويس ألفونسو سانتوس ومرشح الرئاسة ثيسر هام عن حزب الاتحاد الديمقراطي اليساري، المواليين له، لمنع العسكريين دخولهما إلى السفارة البرازيلية.
وقال ثيسر هام لوكالة (إفي) إن ثيلايا كان قد قام بالإجراءات اللازمة ولكن "حكومة ميشيليتي الانقلابية لم تسمح بالدخول إلى السفارة البرازيلية".
من جانبه، أكد سفير الولايات المتحدة في تيجوثيجالبا هوجو لورينس الجمعة أن واشنطن ألغت تأشيرات سفر لأنصار "رئيسيين" لحكومة الأمر الواقع مذكرا بأن حكومته لن تقبل بشرعية انتخابات نوفمبر إذا أجريت تحت مظلة حكومة ميشيليتي. وأشار إلى أنهم (الحكومة المعينة) "عليهم أخذ هذا التصريح على محمل الجد". (إفي)