المستثمرون يخمنون الأسعار المناسبة لإعلان باول السماح للتضخم بالارتفاع
Investing.com - يترقب المستثمرون خطاباً فائق الأهمية لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول اليوم الخميس، ويتوقعون منه الإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة لفترة أطول، ومن المحتمل كذلك أن يعبر عن التسامح مع ارتفاع التضخم.
وسيتحدث باول عبر الإنترنت في الندوة الاقتصادية السنوية للبنك الاحتياطي الفيدرالي في مدينة كانساس، ويُتوقع أن يتكلم عن مراجعة إطار عمل البنك المركزي ككل، وهي مبادرة أقرها البنك لاستكشاف الكيفية التي تمكن السياسة النقدية من التكيف مع التغيرات في الاقتصاد.
لقد أدى انخفاض معدلات التضخم وأسعار الفائدة إلى جعل الأدوات التقليدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي أقل قوة مما كانت عليه في الماضي، ويفكر أصحاب القرار في البنك فيما إذا كان سيلجأ إلى محاولة تعويض فترات التضخم المنخفض التي طالت، بفترات تضخم أعلى تتبعها.
يقول جيم بارنز، مدير الاستثمار في أدوات الدخل الثابت في صندوق (براين ماور) الاستثماري: "أعتقد أن المستثمرين يغيرون من تمركزهم، ويحاولون الاستعداد لاحتمال أن يقول باول أثناء حديثه، شيئاً من شأنه أن يدفع المستثمرين إلى إعادة تعديل توقعاتهم للتضخم إلى الأعلى".
وقال بارنز إن عوائد سندات الخزينة الأطول أمداً قد ارتفعت هذا الأسبوع، حيث يتجهز المستثمرون لمواجهة توقعات تضخم أعلى. لقد سجل عائد سندات الـ 10 سنوات التي تعتبر المعيار بين سندات الخزينة الأمريكية 0.69٪، بينما سجل عائد سندات الـ 30 عاماً 1.40٪، وكلاهما أعلى بكثير مما كانا عليه في بداية هذا الشهر. ومن المعروف أن العائدات تتحرك بشكل عكسي مع الأسعار، وأن التضخم يؤدي إلى تآكل قيمة السندات طويلة الأجل.
لقد أدت إجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي التي تضمنت خفض أسعار الفائدة، وبدء بعض عمليات شراء السندات، والموافقة على برامج التحفيز الضخمة جداً، إلى إبقاء عائدات السندات منخفضة بشكل تاريخي.
يقول مارك هايفيل، كبير مسؤولي الاستثمار في وحدة إدارة الثروات العالمية في بنك (يو بي إس) الاستثماري الشهير، إن محافظة الفيدرالي على أسعار الفائدة "أقل، لفترة أطول" يعني أن النقود، والسندات الأكثر أماناً، ستحقق عوائد حقيقية سلبية في المستقبل المنظور.
أما ستيفن إنجلاندر، المدير العام لبنك ستاندرد تشارترد، فيقول إنه من المتوقع أن باول "سيعبر عن ... طمأنة الأسواق بأنه يجب الإيمان باستمرار الالتزام بتوفير الأموال السهلة، وبأن التضخم سيرتفع فوق 2٪".
يقول إنجلاندر إنه يرى المستثمرين يراهنون على ارتفاع معدلات التضخم، مع استمرار التضخم الحالي في التحرك في مناطق أقل بكثير من أي هدف محتمل لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
وكان ما يسمى (معدل التعادل لسندات الـ 10 سنوات المحمية من التضخم) قد أغلق تداولات يوم أمس الأربعاء عند 1.74٪، وهذا أعلى إغلاق له منذ منتصف شهر يناير، وفقاً لبيانات موقع تريدويب.
أما عائد سندات الـ 10 سنوات المحمية من التضخم، وهو عائد سندات الخزينة مطروحاً منها التضخم السنوي المتوقع، فلقد انخفض من أعلى مستوى له خلال العام الحالي، والذي سجله عند 0.710٪ في شهر مارس، ليسجل مستويات حول -1٪ في الأيام الأخيرة.
كما لاحظ المحللون في الأسابيع الأخيرة تصاعد احتمال قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتمديد فترة برنامج شراء الأصول، بهدف شراء المزيد من الأصول طويلة الأجل.
ويقول إنجلاندر أن أسواق الإسكان وأنواع معينة من الاستثمار تتأثر بأسعار الفائدة طويلة الأجل، ويبدو أن مثل هذه الخطوة تخفض كل من "مستوى التقلب ومستوى العائد" على هذه الاستثمارات.
فيما يتراجع الدولار الأمريكي بقوة، ورغم هذا تحافظ سبائك الذهب على سعرها المنخفض منتظرة الفيدرالي.