القاهرة، 12 أغسطس/آب (إفي): أكدت وزارة الداخلية المصرية اليوم الثلاثاء أنها منعت وفد منظمة هيومان رايتس وواتش من دخول البلاد نظرا لعدم حصوله على التأشيرة المناسبة، ولأنها كانت قد أجلت الزيارة إلى سبتمبر/أيلول المقبل "لعدم ملائمة الزيارة في التوقيت المقترح".
وكان المدير التنفيذي لرايتس وواتش، كينيث روث، ومسئولة الشرق الأوسط وأفريقيا في المنظمة الحقوقية، ساره وينستون، قد سافرا أمس إلى القاهرة من أجل تقديم تقرير حول فض اعتصامات أنصار الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، قبل عام.
وذكرت وزارة الداخلية في بيان صدر اليوم أنه تم إخطار المنظمة بتأجيل الزيارة إلى الشهر المقبل لأن توقيتها المقترح "غير مناسب"، لأنه يأتي قبل يومين من حلول الذكرى السنوية الأولى للأحداث.
وفي هذا السياق، تم إخطار الوفد بأنه لن يدخل البلاد بتأشيرة سياحية يتم الحصول عليها في مطار القاهرة، لأن هذا يتعارض مع أهداف الزيارة المعلنة من قبل المنظمة.
وأوضح البيان أن "ممثلي المنظمة وصلا إلى القاهرة في الموعد الذي قاما بتحديده بشكل أحادي وبدون التأشيرة الضرورية لدخول البلاد، كما اعتادت المنظمة أن تفعل باعتبارها لنفسها هيئة فوق القانون".
وأعربت رايتس ووتش أمس عن أسفها لطرد ممثليها لدى وصولهم إلى مصر، وقال روث "كنا سنقوم بتقديم تقرير جاد يستحق الاهتمام الجاد وبدلا من منعنا من دخول مصر كان يتوجب عليهم الأخذ في الاعتبار ما توصلنا إليه وتوصياتنا".
وقُدم التقرير اليوم واتهمت المنظمة الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال فض اعتصامات أنصار مرسي.
وأكدت المنظمة الحقوقية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي كان قائدا للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع، خلال عملية الفض "يجب أن يخضع للتحقيق".
ودعا الرئيس التنفيذي للمنظمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة للتحقيق، وشدد على ضرورة قيام الدول بملاحقة مرتكبي هذه الجرائم في محاكمها.
وذكرت المنظمة الحقوقية أن المسئولين الرئيسيين عن هذه الأحداث هم السيسي، ووزير الداخلية محمد إبراهيم، ومساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للعمليات الخاصة مدحت المنشاوي.
ويؤكد التقرير، الذي صدر تحت عنوان "حسب الخطة: مذبحة رابعة والقتل الجماعي للمتظاهرين في مصر"، أن عمليات القتل كانت "ممنهجة" وتماشت مع تم تخطيطه بواسطة السلطات في الأيام السابقة على 14 أغسطس/آب عام 2013 الذي شهد عملية فض ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر.
واتهم التقرير القوات المصرية بالتعامل بشكل مفرط في القوة مع التهديد الذي كان يمثله المتظاهرون في ميدان رابعة العدوية، كما يشير إلى أنه وسط عشرات الآلاف من الأشخاص تم العثور فقط على 15 سلاحا، وأن ثمانية من عناصر الشرطة قد لقوا حتفهم خلال المواجهات. (إفي)