تطور هام في معركة جذب الأموال الساخنة.. فهل يخفض المركزي المصري الفائدة؟

تم النشر 26/12/2024, 15:19
© Reuters.

Investing.com - من المتوقع أن يواصل البنك المركزي المصري تبني سياسة تثبيت سعر الفائدة للمرة السادسة على التوالي في اجتماعه الأخير لهذا العام، الذي من المقرر أن يعقد اليوم.

يأتي اجتماع المركزي المصري بعد ساعات قليلة من اجتماع البنك المركزي التركي بشأن الفائدة، حيث قرر المركزي التركي تخفيض سعر الفائدة الرئيسي للمرة الأولى منذ نحو عامين إلى 47.50% من 50%، وهو الأمر الذي خالف توقعات الخبراء الذين رجحوا تخفيضًا إلى 48.50%.

تسعى كل من مصر وتركيا إلى استقطاب الأموال الساخنة، حيث تُعدان من بين الدول التي تقدم أعلى معدلات الفائدة على مستوى العالم، فيما تعد تركيا المنافس الأكبر لمصر في هذا الشأن.

على مدار هذا العام، عقد البنك المركزي المصري سبعة اجتماعات بشأن سعر الفائدة، وفي خمسة من هذه الاجتماعات قرر الإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير، حيث استقرت عوائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة، بالإضافة إلى سعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند مستويات 27.25%، 28.25%، و27.75% على التوالي. وكانت تلك القرارات بعد زيادات كبيرة في الفائدة في فبراير ومارس الماضيين بمجموع 800 نقطة أساس.

في حال تثبيت أسعار الفائدة اليوم، ستكون هذه المرة السادسة على التوالي منذ أن شهد التضخم تراجعاً إلى 25.5%، وهو أدنى مستوى له خلال قرابة عامين. ومع ذلك، يرى معظم المحللين الاقتصاديين أن تثبيت الفائدة قد يستمر حتى نهاية الربع الأول من عام 2025 على أقرب تقدير.

أشار تقرير حديث صادر عن بنك الكويت الوطني إلى احتمال لجوء لجنة السياسة النقدية في مصر إلى خفض أسعار الفائدة بمعدل يتراوح بين 2% و3% خلال اجتماع اليوم. وذكر التقرير أن تخفيض أسعار الفائدة يمكن أن يكون دافعاً رئيسياً لتعزيز الإقراض ونشاط القطاع الخاص.

وأوضح التقرير أن تأجيل خفض الفائدة قد يؤدي إلى جدول زمني أكثر صرامة لخفضها في عام 2025، مما يعكس موقفاً أكثر حذراً في مكافحة التضخم ولكنه يُبقي الدعم للنمو الاقتصادي أقل من المتوقع. كما توقع التقرير أن يشهد عام 2025 خفضاً أكبر في أسعار الفائدة يصل إلى 10%، اعتماداً على تراجع معدلات التضخم.

وأضاف التقرير: "نتوقع أن يبلغ متوسط التضخم حوالي 13% خلال بقية عام 2025، مما يتيح للبنك المركزي مجالاً لخفض أسعار الفائدة بما لا يقل عن 8% إلى 10% حتى نهاية 2025. هذا الخفض سيُبقي أسعار الفائدة الحقيقية عند مستوى إيجابي يصل إلى 3% بحلول نهاية 2025، وقد يرتفع إلى أكثر من 6% إذا تراجع التضخم أكثر من المتوقع".

المخاوف من التضخم وانخفاض الجنيه

من جهة أخرى، أعربت بنوك الاستثمار عن توقعاتها باستمرار تثبيت الفائدة في الاجتماع المقبل، بسبب المخاوف من تراجع الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي، ما قد يتسبب في ضغوط تضخمية جديدة. وبالرغم من أن التضخم قد شهد تباطؤًا في نوفمبر 2024، إلا أن معدلاته ما زالت مرتفعة ولا تسمح باتخاذ خطوة خفض الفائدة في الوقت الحالي.

استبعد محمد أبو باشا، كبير الاقتصاديين في "إي إف جي هيرميس (EGX:HRHO)"، أن يتخذ البنك المركزي أي إجراء بشأن الفائدة في اجتماع اليوم، مشيرًا إلى أنه لا يمكن للبنك أن يحرك سعر الفائدة إلا بعد التأكد من أن التضخم في مسار نزولي مستدام، وليس مجرد تباطؤ مؤقت. وبالتالي، فإن حالة الترقب بشأن القرار المقبل ستستمر.

فيما أكد منصف مرسي، رئيس قطاع البحوث في "سي أي كابيتال"، أن استمرار ارتفاع معدلات التضخم، التي لا تزال بعيدة عن المستهدفات الرسمية، بالإضافة إلى استمرار الإصلاحات المالية، يجعل من غير المحتمل اتخاذ أي قرار بتخفيض الفائدة في الوقت الراهن.

ضغوط جديدة على الجنيه

أشار مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث في "عربية أون لاين"، إلى أن تراجع الجنيه المصري أمام الدولار أصبح أكثر وضوحًا وجذرية، ما يزيد من الضغوط التضخمية التي قد تؤدي إلى زيادات جديدة في أسعار المواد الغذائية، الأدوية، والاتصالات. ولفت إلى أن هذا الوضع يعزز من الحاجة لاستمرار ارتفاع أسعار الفائدة، خاصة للحفاظ على جاذبية أذون الخزانة للمستثمرين الأجانب.

وأكد شفيع أن أي خفض في سعر الفائدة غير متوقع قبل نهاية الربع الأول من العام القادم، حيث ستكون الرؤية حول التضخم وسعر الصرف أكثر وضوحًا.

خلال الأسبوع الجاري، تراجعت العملة المصرية بشكل ملحوظ أمام العملات الأجنبية، وذلك في سلسلة تراجع مستمر استمرت لمدة ستة أسابيع تقريبًا. ويُعد هذا التراجع جزءًا من مرونة أكبر في سعر صرف الجنيه المصري، الذي شهد فترات من الاستقرار بعد خفض العملة في مارس من العام الجاري، في خطوة هي الرابعة منذ بداية 2022.

يظل سعر الجنيه المصري محط اهتمام مستمر من قبل المستثمرين، الذين يبحثون عن عوائد مرتفعة، وكذلك من قبل صندوق النقد الدولي، الذي يتابع عن كثب حركة العملة لضمان أن تعكس بشكل دقيق توازن العرض والطلب في السوق.

الساعات تدق! خصم يصل إلى 50% على InvestingPro ينتهي قريبًا. لا تفوت فرصة الحصول على هذه الأداة القوية بمثل هذا السعر المميز في خصومات رأس السنة.

اشترك الآن من هنا بأقل سعر

خصومات إنفستنغ برو

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.