موسكو، 24 يونيو/حزيران (إفي): استأنف كونسورتيوم (غازبروم) الروسي اليوم الخميس، ضخ الغاز لبيلاروسيا بمعدله الطبيعي بعد أن دفعت الديون المستحقة عليها، في الوقت الذي تواصل فيه مينسك تهديدها للشركة الروسية بخفض حجم الغاز الذي ترسله موسكو إلى أوروبا عبر أراضيها، إذا لم تسدد باقي ديونها.
وأعلن الكرملين اليوم الخميس أن ألكسي ميلر رئيس شركة "غازبروم" أخطر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي يزور واشنطن حاليا، بقيام بيلاروسيا بتسديد جميع الديون المتراكمة عليها.
وأوضح أن الشركة الروسية قررت بعد تحصيل الديون استئناف ضخ الغاز بمعدله الطبيعي إلى بيلاروسيا، بعد أن خفضته بنسبة وصلت إلى 60%.
وكانت حكومة بيلاروسيا قد أعلنت مساء الأربعاء تسديد جميع ديونها إلى "غازبروم" الروسية، كما طالبت الشركة بدفع الديون المستحقة عليها إلى مينسك مقابل مرور 20% من صادرات الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي عبر أراضيها.
وأوضح النائب الأول لرئيس الحكومة البيلاروسية فلاديمير سيماشكو، أن بلاده اقترضت 200 مليون دولار "وقامت في تمام الساعة 16:00 ت م (13:00 ت ج) بتحويل 187 مليون دولار منها إلى غازبروم لتسديد الدين".
وقال إن بيلاروسيا لديها الحق الآن في مطالبة الشركة الروسية بسداد ديونها البالغة 260 مليون دولار نظير مرور الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أراضيها "بحلول الساعة 10.00 ت م (07:00 ت ج) من صباح اليوم الخميس، وإلا ستوقف عبور الغاز إلى أوروبا".
واستجابة لطلب مينسك سددت "غازبروم" 228 مليون دولار من الديون المستحقة عليها إلى مينسك، أي ما يوازي قيمة 86% من إجمالي دينها البالغ 260 مليون دولار.
ولم تكد الأزمة بين موسكو ومينسك تسير في طريقها نحو الهدوء إلا وسرعان ما تلبدت السماء بالغيوم، بعد أكد سيماشكو أن مينسك ستقوم بخفض الغاز الروسي الذي يتم نقله إلى أوروبا عبر أراضيها بنسبة 13% بما يساوي حجم الديون المستحقة على "غازبروم"، إذا لم تقم الشركة بتسديد باقي ديونها بحلول الساعة 10:00 ت ج.
وردا على ذلك، أوضح المتحدث باسم "غازبروم" سيرجي كوبريانو أن الشركة الروسية دفعت الديون المستحقة عليها بموجب "التعريفة المتفق عليها في العقد المبرم مع مينسك"، مبينا أن تطبيق أي تعريفة أكبر من تلك يتطلب سلسلة من الشروط التي لا تفي بها بيلاروسيا.
وأكد أن الشركة الروسية أرسلت إلى بيلاروسيا "حزمة من الوثائق ينبغي أن توقعها إذا أرادت تحويل مطالبها بزيادة تعريفة مرور الغاز عبر أراضيها، إلى أمر قانوني"، كما ذكر أن مينسك دفعت أمس قيمة دين بلغت 187 مليون دولار بدلا من 190 مليون.
جاء ذلك بعد أن أعلنت وزارة الطاقة البيلاروسية خفض حجم الغاز الذي يتم نقله إلى أوروبا بنسبة 40%، وهو ما أثر بشكل رئيسي على ليتوانيا.
يشار إلى أن غازبروم بدأت منذ الاثنين الماضي خفض إمدادات الغاز لبيلاروسيا، حيث بدأت بتقليصها بنسبة 15% ومن ثم 60%، وكانت تنوي أن يصل الخفض إلى 85% وهي النسبة التي تساوي حجم الديون المستحقة على مينسك.
ومن جانبه أكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الماضي، أن موسكو لديها بدائل أخرى تسمح لها بنقل الغاز إلى أوروبا مثل أوكرانيا التي يمر من أراضيها 80% من الغاز الذي تصدره بلاده إلى أوروبا.(إفي)