مدريد، 27 يونيو/حزيران (إفي): قال الروائي الإيطالي روبرتو سافيانو المهدد بالقتل من قبل المافيا الإيطالية بعد فضحه لأساليب عملها في روايته "جومورا" التي تحولت لفيلم سينمائي، إن "السبب الحقيقي للأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعديد من دول العالم، يرجع سببها لوجود عصابات مافيا في هذه الدول".
وقال الكاتب الإيطالي إن "الأزمة التي تمر بها العديد من الدول ومن بينها إسبانيا، ترجع بالأساس إلى المؤسسات التي لم تستعد جيدا للأزمة برغم وضوح مؤشراتها".
وأوضح "لم تتمكن هذه المؤسسات من التصدي لعصابات المافيا الخطيرة مثل الإيطالية والروسية والمكسيكيية والنيجيرية، ونفوذها ونشاطها المالي والاستثماري الضخم دون أن تحاول السيطرة عليه، ومن ثم فإن إهمال الحكومة بالأمس يدفع الشعب الإسباني ثمنه اليوم".
وكانت إسبانيا قد كرمته هذا الأسبوع بمنحه جائزة "توماس الشجاع" لدوره في حماية والدفاع عن حقوق الإنسان والحريات المدنية، التي تمنحها مؤسسة "معهد ثقافة الجنوب".
وأهدى سافيانو تكريمه الذي حصل عليه من إسبانيا لكل الإيطاليين الذين يناضلون من أجل إلغاء قانون رئيس الوزراء سلفيو بيرلسكوني، الذي يدعو للحد من استخدام التنصت الهاتفي في التحقيقات الرسمية، وهو الأمر الذي من شأنه الحد من ممارسات أخرى غير قانونية في المؤسسات المالية.
وقال الأديب الإيطالي الشاب "بعد هذه الجائزة أشعر أنني لست وحيدا بعد سبع أعوام من صدور الرواية التي تسببت في تهديدي بالقتل" وبعد اتهام الرئيس الإيطالي له بأنه تسبب في إهانة بلاده وتشويه صورتها وهو الأمر الذي تسبب له في ألم نفسي بالغ.
وعلق "وصف من يكتبون عن المافيا وأخطارها بأنهم يروجون لهذه التنظيمات الإجرامية، أشبه بمن يصف من يكتبون عن السرطان بانهم يروجون لهذا المرض الخبيث"، فيما حث المجتمع الدولي على تسهيل إجراءات تبادل المعلومات والحصول عليها حتى يمكن التصدي للمافيا ونشاطها المتزايد في العالم بصورة أكثر فاعلية.(إفي)