زاكاتيكاس (المكسيك)، 18 يوليو/تموز (إفي): أكد المخرج الإسباني فرناندو ترويبا، الحاصل على الأوسكار عام 1992 عن فيلمه الشهير "الحقبة السعيدة"، أن الناس لديها ما يكفي من الأزمات فلا داعي لإضجارهم بالحديث عن أزمة في السينما أيضا.
وقال "نحن صناع السينما كل ما يتعين علينا هو أن نقدم للناس أفلاما جيدة تنسيهم خلال ساعتين أو مدة عرض الفيلم ما يعانوه من أزمات".
وبمناسبة اشتراكه في مهرجان زاكاتيكاس السينمائي الدولي في المكسيك، بفيلمه "رقصة النصر" الذي رشح للحصول على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم غير ناطق بالإسبانية قال ترويبا، إنها "قصة آسرة ذات أسلوب حر على غرار (اطلقوا النار على عازف البيانو) للفرنسي فرانسوا تروفو".
يشار إلى أن ترويبا أنهى مؤخرا مشروعه السينمائي الأول للرسوم المتحركة من خلال فيلم "تشيكو وريتا"، الذي يتناول العصر الذهبي للموسيقى والاستعراض في نيويورك خلال الأربعينيات والخمسينيات.
كما انتهى المخرج الإسباني من تسجيل أكثر من 120 ساعة من المقابلات والحوارات حول حياة الموسيقي البرازيلي تينوريو جونيور، الذي قتل على يد الديكتاتورية العسكرية في الأرجنتين عام 1967.
وعن مشروعاته المستقبلية الأخرى، انتهى ترويبا من كتابة مشروعه السينمائي "القلب الفريسة" وهو من نوعية أفلام الإثارة البوليسية المغلفة بحبكة رومانسية، ويعتزم التعاون فيه مع النجمة بنيلوبي كروث.
يقول ترويبا عن تعامله مع السينما أنه "لا يزال هاو" وأنه لا يزال ليس لديه نفس "الاندفاع الجامح" سواء تجاه ما يعجبه أو ما لا يعجبه، مؤكدا "الانسان يجب أن يحس ويناقش كل شيئ وإلا تحولت الحياة إلى جحيم".
كان المقربون من المخرج الإسباني يقولون عنه إنه لن يتمكن من أن يكسر حاجز الخوف بداخله تجاه ثلاثة أشياء: ركوب الطائرات، الحديث بالإنجليزية أو قيادة السيارات، ولكنه بإرادته القوية تمكن من التغلب على خوفه تجاهها جميعا.
وعن هذا الأمر يقول "أنا من نوعية الأشخاص التي تقول أشياء وتفعل عكسها تماما، من الجميل أن يكون لك نظرية تستطيع مخالفتها، اعتقد أن القواعد خلقت لنحطمها".
وعرف المخرج الإسباني العالمي بآراءه الجريئة عن السينما الأمريكية حيث سبق أن قال في تصريحات سابقة "هوليوود نظام قائم على القوة والإذلال"، موضحا "صحيح ان هوليوود هي قبلة صناعة السينما التجارية في العالم، ولكن ما يحدث هو أنهم يعطونك مبلغا من المال ومنزلا فخما، وكل ما تريد شريطة ألا تفعل أبدا ما تريد".
وتذكر المخرج الإسباني بمزيد من الأسى والحسرة العصر الذهبي للسينما الهوليوودية، التي قدمت شارلي شابلن، التي سمحت بالرغم من الصراع بين الإبداع والمال أن تكون هناك أعمال عظيمة، مؤكدا "أن الذين يسيطرون على هوليوود الآن هم نفس حفنة اللصوص الذين دمروا وول ستريت والسياسة وهم نفس الفئة التي تقود الشركات متعددة الجنسيات".
جدير بالذكر أن أفلامه "اثنين كثير جدا" بطولة أنطونيو بانديراس وميلاني جريفث، و"طفلة عيني"، حققت نجاحات عالمية كبيرة، وإيرادات ضخمة كما تمكن فيلمه الأخير "رقصة النصر" المأخوذ عن قصة أنطونيو سكارميتا، وبطولة أبيل أيالا وميراندا بودنهوفر وأريادنا خيل، من الوصول للتصفيات النهائية للأعمال المرشحة للأوسكار لعام 2010، وهي الجائزة التي فاز بها الفيلم الأرجنتيني "سر العيون".(إفي)