واشنطن، 6 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): وافق صندوق النقد الدولي على "اتفاق تاريخي" لإعادة توزيع الأصوات به ومنح سلطة أكبر للدول الصاعدة، من بينها الصين لتصبح ثالث دولة ذات نفوذ في المنظمة.
ويفى صندوق النقد الدولي بذلك بالتزامه في الاجتماع الوزارى الأخير لمجموعة العشرين في كوريا الجنوبية عقب تحويل نسبة 6% من حق الدول المتقدمة في التصويت إلى الدول الصاعدة. كما تنتقل نسبة 6% أخرى من الدول صاحبة التمثيل الأكبر إلى صاحبة التمثيل الأقل في المنظمة.
ووصف المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس كان هذا الاتفاق بأنه تاريخي.
ويقضى التعديل الذى تمت الموافقة عليه الجمعة بمضاعفة الدول لإسهاماتها في الصندوق لتصل إلى 755.700 مليون دولار.
ويقضى التعديل بمنح الصين حصة بنسبة 6.4% مقابل نسبة 2.9% التى كانت تحتل معها المركز السادس بالمؤسسة النقدية قبل الاتفاق. وبذلك يأتى العملاق الآسيوي بعد الولايات المتحدة واليابان ويتقدم على ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
كما ازدادت نسبة البرازيل من 1.4% إلى 2.3% مما يجعلها الدولة العاشرة من حيث الأهمية في الصندوق بعد المركز السابع عشر الذى كانت تشغله، فيما قفزت المكسيك إلى المركز الرابع عشر بعد التاسع عشر بحصولها على نسبة 1.8% بدلا من 1.2% السابقة. وبدورها صعدت الهند من المركز الثالث عشر إلى المركز الثامن بحصة بلغت 2.7% وصعدت روسيا إلى المركز التاسع بنسبة 2.7 أيضا.
وفيما يتعلق بالدول المتقدمة، حسنت إسبانيا من وضعها بحصولها على نسبة 2% لتصعد من المركز الخامس عشر إلى الثالث عشر.
وقال شتراوس كان، في مؤتمر صحفي لاحق الجمعة، إن "التغييرات الجديدة في الاقتصاد العالمي ستنعكس الآن في شكل تغييرات بالصندوق". وأكد أن الاتفاق يعد أهم مراجعة قامت بها إدارة الصندوق خلال عمره البالغ 65 عاما، ويمثل أكبر تغيير لصالح الأسواق الصاعدة والدول النامية مما سيسمح بالإقرار بدورها في الاقتصاد العالمي.
وبهذا الاتفاق، يمهد صندوق النقد الدولي الطريق لقمة رؤساء دول مجموعة العشرين التى تعقد الخميس المقبل في سيول.
ورغم التقدم الذى أحرز بالتوصل إلى هذا الاتفاق، إلا أن التطبيق الكامل لهذا التغييرات سوف يستغرق سنوات نظرا لحتمية موافقة مجلس محافظي صندوق النقد الدولي عليها والبرلمانات الوطنية لبعض الدول.
كما سيتعين على الحكومات الأوروبية اختيار الدولتين الصغيرتين اللتين ستتنازلان عن مقعديهما في مجلس صندوق النقد الدولي لمنحهما إلى الدول الأقل تمثيلا مثلما اتفق الوزراء في كوريا الجنوبية.
وبذلك سيصبح لأوروبا ستة مقاعد بعد ثمانية من إجمالي 24 مقعدا بالمجلس، وهو ما لا يتضمن إسبانيا التى تتولى مقعدها بالتناوب مع كل من المكسيك وفنزويلا وجواتيمالا والسلفاور وكوستاريكا ونيكاراجوا وهندوراس. (إفي)