برلين، 18 ديسمبر/كانون أول (إفي): أصبح تيلو زاراتسين، المستشار السابق في البنك المركزي الألماني "بوندز بنك"، مؤلف كتاب "ألمانيا تدمر نفسها" والذي وصف بأنه معادٍ للإسلام، مليونيرا بسبب أرقام المبيعات الضخمة التي حققها والتي بلغت حتى الآن 1.2 مليون نسخة، بسعر 23 يورو للكتاب، منذ نشره في أغسطس/آب الماضي وحتى الآن.
وكان الكتاب قد احتل المرتبة الثانية أكتوبر/تشرين أول الماضي، بقائمة الكتب غير الأدبية ذات المحتوى السياسي الأكثر مبيعا في العقد الأخير بألمانيا، وذلك بعد كتاب "رجال بيض أغبياء" للمخرج الأمريكي مايكل مور.
وبعد مراجعة خاصة للكتب الأكثر مبيعا خلال السنوات العشر الماضية، أعلنت منظمة "ميديا كونترول" أن "ألمانيا تدمر نفسها"، والذي وصف بأنه يكشف عن كراهية الأجانب والعداء للإسلام، جاء في المركز الثاني متفوقا على مبيعات كتاب "إلا في.."، لوزير الخارجية الألماني السابق هيلموت شميدت.
ومن خلال الكتاب يرسم زاراتسين مشهدا "مرعبا" يتوقع فيه اكتساب ألمانيا للصبغة الاسلامية في غضون العقود المقبلة.
وقال زاراتسين "لا أرغب في أن تكون دولة أحفادي وأبناء أحفادي ذات أغلبية مسلمة، يجري الحديث فيها بالعربية والتركية بشكل كبير، وترتدي فيها النساء الحجاب ويحدد الأذان جدول الحياة اليومية".
يذكر أن ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص من أصول تركية يعيشون في ألمانيا، ومعدل تكاثرهم أكبر مرتين مقارنة بباقي سكان الدولة.
وينفي زاراتسين أن يكون "للعمالة التركية والمغربية" أي اضافة في رفاهية المجتمع الألماني، بل على العكس من ذلك، يؤكد أن البرتغاليين والاسبان والايطاليين قدموا إسهامات أكثر من الأتراك والمغاربة.
وأكد أن "في جميع الدول الأوروبية يكلف المهاجرون المسلمون المجتمع بشكل يفوق ما يقدمونه، نظرا لقلة نشاطهم العملي".
يذكر أن سارازين تخلى عن منصبه في البنك المركزي نتيجة ضغوط سياسية كبيرة عقب نشر الكتاب، كما وجه الكثيرون من قيادات حكومة المستشارة انجيلا ميركل النقد إليه ليس فقط بسبب تصريحاته ضد المسلمين بأنهم غير قادرين علي الاندماج في المجتمع الألماني، ولكن أيضا بسبب اللهجة العنيفة والأسلوب العدائي الذي استخدمه، حيث وصف المسلمين بأنهم "أغبياء" ووجودهم يقوض المجتمع الألماني لأنهم يرفضون الاندماج فيه، ومع ذلك يستنزفون موارد الدولة.(إفي)