الحرب التجارية تدفع الصناعة فى بكين نحو تسجيل الانخفاض السنوى الأول منذ التسعينيات
عانى سوق السيارات الصينية من أكبر انخفاض شهرى فى أكثر من ست سنوات مع توجه البلاد نحو تسجيل أول انخفاض سنوى لهذا السوق منذ ثلاثة عقود.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن أكبر سوق للسيارات فى العالم والذى سجل ارتفاعاً مطرداً فى المبيعات منذ التسعينيات يعانى إلغاء الإعانات الحكومية على شراء السيارات إلى جانب تراجع معنويات المستهلكين مع تباطؤ الاقتصاد الصينى العام الجارى.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن هذا القطاع الحيوى فى الصين تم تقويضه أكثر؛ بسبب الحرب التجارية مع الولايات المتحدة وسوق الأسهم المتعثرة.
وكشفت بيانات الجمعية الصينية لصناعة السيارات، أنَّ سوق السيارات شهد هبوطه الشهرى الخامس على التوالى؛ حيث انخفض بنسبة 14% فى نوفمبر، مقارنة بالعام الذى سبقه.
وقال يوكيم هيزمان، الرئيس التنفيذى لشركة «فولكس فاجن» بالصين، «منذ شهر يونيو الماضى كان كل شهر أسوأ فى السوق الإجمالية وهذا الاتجاه استمر حتى شهر نوفمبر الماضى».
وتتوقع «فولكس فاجن» عاماً قياسياً جديداً لأدائها فى الصين، لكنها تنبأت بأن ينخفض إجمالى سوق سيارات الركاب فى الصين بنسبة تتراوح بين 4 و5% بحلول نهاية العام العام الحالى.
وتوقعت «فولكس فاجن» استقرار السوق على هذه الوتيرة فى عام 2019؛ بسبب الحرب التجارية بين بكين وواشنطن.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن بعض المحللين والرؤساء التنفيذيين أن جزءاً كبيراً من ضعف أداء السوق يرتبط بالحرب التجارية.
وقال المحللون، إنَّ المستهلكين غير متأكدين من المدة التى ستستمر فيها الحرب التجارية، وما إذا كانت ستتزايد حدتها أكثر من ذلك.
ومن بين شركات صناعة السيارات الأجنبية والمحلية استطاعت شركتا «فولكس فاجن» و«تويوتا» مع شركائهما المحليين على بيع سيارات بنسبة تزيد قليلاً على مستويات العام الماضى.
لكن جميع شركات تصنيع السيارات الأخرى شهدت انخفاضاً فى المبيعات الشهر الحالى؛ حيث سجلت «جيلى» ثالث أكبر شركة لصناعة السيارات فى الصين انخفاضاً شهرياً فى المبيعات للمرة الأولى العام الحالى.
وكشفت بيانات شركة «ماكنزى» الاستشارية، أنه تم بيع حوالى 29 مليون سيارة جديدة فى الصين العام الماضى، مقارنة بـ19 مليون سيارة فى الولايات المتحدة.
وسجلت العلامات التجارية الأجنبية والمستوردة نسبة 62% من السوق الصينى فى النصف الأول من العام الحالى.
وأوضح محللو الصناعة، أن المستهلكين أصبحوا أكثر حذراً عند القيام بمشتريات كبيرة مثل السيارات؛ بسبب التوقعات القاتمة للنمو الاقتصادى فى الصين.