الرباط، 21 يناير/كانون ثان (إفي): حاول صحراوي إحراق نفسه أمام مقر محافظة سماره، في الصحراء الغربية، اليوم، إلا أن تدخل رجال الشرطة حال دون ذلك، وفقا لما أكدته لـ(إفي) مصادر رسمية.
وأوضح محمد جوماني عمدة المدينة أن محمد الأمين المحمودي، المتزوج وله بنتان، قام بمحاولة انتحار بعد أن تراكمت عليه الديون في تجارة السيارات، وعدم تلقيه الدعم ممن طلب منهم المساعدة المالية.
وقام المحمودي بشراء صفيحتي وقود، وسكبهما على ملابسه، وأضرم النيران في نفسه الا أن تدخل رجال الشرطة أدى إلى إصابته بحروق سطحية في اليد، والأرجل فقط، وفقا للجوماني، الذي أكد أن المحمودي تناول معه الطعام في وقت لاحق "وأصبح أكثر هدوءا".
ووفقا للعمدة، فإن المحمودي كان يعيش في مخيمات اللاجئين في تندوف بالجزائر حتى 2003 عندما قرر العودة إلى الصحراء الغربية ليقيم فيها، ويكسب قوت يومه من تجارة السيارات.
ودفعته خبرته المحدودة إلى المشاركة في عمليات ذات مخاطر كبرى، ما تسبب في خسارته 120 ألف درهم خلال صفقة مع مواطن عراقي.
وأشار إلى أن المحمودي قام ببيع المنزل الذي تسلمه من السلطات المغربية لدى عودته من المخيم، ليظل في حالة معنوية سيئة، إلا أنه أوضح أن اتخاذه قرارا بحرق نفسه بهذا القرب من رجال الشرطة "قد يعني أنه لم يكن يرغب في الوصول إلى النهاية".
ومن جانبه أكد لـ(إفي) موفد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في سماره فيكو بويهي أن المحمودي أشعل النيران في نفسه نظرا لوضعه الاقتصادي الحرج.
وتعيد تلك الحوادث للأذهان موجات مشابهة بدول عربية أخرى مثل موريتانيا ومصر، واليمن، والجزائر بعدما أقدم التونسي محمد البوعزيزي على إشعال النيران في نفسه الشهر الماضي احتجاجا على مصادرة السلطات للعربة التي كان يبيع عليها الخضر والفاكهة ولفظ أنفاسه متأثرا بحروقه بعدها بأسبوعين، وهي الواقعة التي أشعلت احتجاجات في تونس أسفرت عن الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي. (إفي)