القاهرة، 26 يناير/كانون ثان (إفي): لقي متظاهر مصري ورجل شرطة آخر مصرعهما مساء اليوم الأربعاء خلال المواجهات الدائرة حاليا في وسط العاصمة القاهرة بين عناصر الشرطة والشباب المحتجين لإجراء إصلاحات سياسية في نظام الرئيس حسني مبارك، حسبما كشفت مصادر أمنية.
وارتفع بذلك عدد القتلى خلال المظاهرات الاحتجاجية اندلعت ظهر الثلاثاء في مختلف الأنحاء بمشاركة عشرات الآلاف من المواطنين بمصر إلى ستة أشخاص، بينهم جنديين، وذلك في القاهرة ومحافظة السويس (شمال شرق البلاد).
وأفادت المصادر أن الشرطي والمتظاهر لقيا مصرعهما جراء المواجهات التي وقعت بين الجانبين في حي وكالة البلح الواقع خلف مبنى الإذاعة والتلفزيون بماسبيرو، وبالقرب من مقر وزارة الخارجية المصرية.
وفيما يبدو، فقد أصيب الضحيتان في بداية الأمر بين حوالي الساعة 19.30 بالتوقيت المحلي (17.30 بتوقيت جرينتش) والساعة 21.00 بالتوقيت المحلي (19.00 بتوقيت جرينتش) ولقيا حتفهما بعد ذلك بساعة خلال إسعافهما.
وشهد اليوم الأربعاء العديد من الحوادث خلال المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في مختلف المناطق بالقاهرة وفي مناطق أخرى بالبلاد، وأسفر ذلك عن عشرات المصابين ومئات المعتقلين.
وكانت المظاهرات قد انطلقت الثلاثاء الموافق عيد الشرطة في مصر، ورغم حظرها في البلاد إلا أن الشرطة تسامحت مع المواطنين، ولكن منذ فجر اليوم بادر رجال الشرطة بالهجوم على المتظاهرين بشكل عنيف لفض الاعتصام في ميدان التحرير بوسط البلاد.
وقد أكد "الحزب الوطني الديمقراطي" الحاكم في مصر أنه يتفهم مطالب الشباب المحتجين، وتتبني سياساته العمل علي إيجاد حلول لها، وأن الحزب سوف يستمر في التزامه بذلك.
وشدد الحزب في بيان له اليوم احترامه لحق المواطنين في التعبير عن آرائهم ومطالبهم، باعتباره "حقا دستوريا وقانونيا، وجزءا من عملية التطور الديمقراطي الذي يؤمن به الحزب".
وكان عشرات الآلاف من الشباب المتظاهرون، قد خرجوا منذ ظهر أمس الثلاثاء على نطاق واسع إلى شوارع العديد من المحافظات المصرية وقلب العاصمة القاهرة، للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية وإنهاء العمل بقانون الطوارئ الساري منذ تولى الرئيس المصري للحكم عام 1981.
وفي قلب العاصمة دوى النشيد الوطني وسمعت الهتافات التي تنادي برحيل النظام الحالي وقياداته بعد ثلاثة عقود من البقاء في السلطة.
ومنذ اندلعت الاحتجاجات الشعبية في تونس منتصف الشهر الماضي وأدت إلى الإطاحة ببن علي بعد 23 عاما قضاها في الحكم، وشهدت العديد من الدول العربية سلسلة من الاحتجاجات اعتراضا على الفساد والأوضاع الاقتصادية وللمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية.(إفي)