من سليمان الخالدي
عمان (رويترز) - قال قادة من مقاتلي المعارضة السورية يوم الاثنين إنهم مستعدون للانضمام للقوات التركية في هجوم لاستعادة السيطرة على بلدات وقرى يغلب على سكانها العرب وتخضع لسيطرة قوات يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأحد إن تركيا ستقوم بعملية عسكرية في منطقة خاضعة للأكراد شرقي نهر الفرات بشمال سوريا. ولتركيا وجود بالفعل في شمال غرب سوريا.
وسبق أن حذرت تركيا من أنها ستنفذ عمليات عسكرية شرقي الفرات لكنها أرجأتها بعد اتفاقها مع واشنطن على إقامة منطقة آمنة داخل سوريا على الحدود الشمالية الشرقية مع تركيا على أن تخلو من وجود وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال متحدث باسم الجيش الوطني السوري، وهو جماعة معارضة مسلحة مدعومة من تركيا، إن قوة قوامها 14 ألفا مستعدة لبدء حملة ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على مساحات شاسعة في شمال شرق سوريا.
وقال الرائد يوسف حمود لرويترز "هناك أكثر من 14 ألف مقاتل جاهزين من الجيش الوطني لخوض أعمال قتالية في منطقة شرق القرات إلى جانب القوات التركية".
ولم يحدد موعدا للعملية، بينما قال مصدر معارض آخر إن الاستعدادات جارية بالفعل مع انتشار الجيش التركي على طول الحدود في عملية من المتوقع أن تبدأ من الأراضي السورية والتركية.
وأدانت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة والمرتبطة بإدارة ذاتية يقودها الأكراد في شمال وشرق سوريا، تهديدات تركيا المتزايدة وحثت القوى الغربية على التحرك.
وقال عبد حامد المهباش رئيس المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا "سنقف صفا واحدا بجميع مكوناتنا الاثنية والدينية ضد التهديدات التركية وسنقاوم بجميع الطرق الممكنة دفاعا عن النفس والأمن والاستقرار".
وأضاف "تركيا تهدف لزعزعة الاستقرار والعيش المشترك بين مكونات الشعب السوري".
وتهدف الحملة التي تقودها تركيا، والتي تأجلت لشهور بسبب مقاومة واشنطن، إلى طرد وحدات حماية الشعب الكردية من البلدات الحدودية في محافظتي الرقة والحسكة.
ويوجد الآن في تركيا وفي الشمال الغربي الخاضع لسيطرة المعارضة مئات الآلاف من اللاجئين الذين فروا أثناء الصراع من هذه المناطق.
ويتهم زعماء القبائل وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان القوات الكردية بمنع عرب كثيرين من العودة إلى ديارهم السابقة التي يقولون إنها صُودرت وهُدمت، وهو ما تنفيه قوات سوريا الديمقراطية.
وقال حمود "الهدف إنهاء مشروع القوى الإرهابية الانفصالية ووقف مشروع التغيير الديموغرافي للسكان وإعادة النازحين من مختلف المكونات الذين نزحوا من مناطقهم تحت الإرهاب الممارس من حزب الاتحاد الديمقراطي وإعادتهم إلى مناطقهم الأساسية".
وبدعم من الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع الماضية، انتزعت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على مساحات واسعة بشمال شرق سوريا من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن السكان وشيوخ القبائل يقولون إن الاستياء من حكم قوات سوريا الديمقراطية في شرق سوريا قد زاد وسط السكان الذين يغلب عليهم العرب وإن كثيرين منهم يعترضون على التجنيد الإجباري للشبان والتمييز على مستوى القيادة.
وينفي قادة وحدات حماية الشعب الكردية ممارسة أي تمييز ويقولون إنهم يسعون لتدارك قمع حزب البعث العربي السوري لحقوقهم القومية على مدى عقود.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)