قال رجال التجارة في مدينة بور سعيد المصرية، أن الخناق الاقتصادي الذي تواجهه المدينة، يقع ضمن مخطط يستهدف النيل من اقتصاد المحافظة ، ومصر ككل فضلاً عن رفض محطات الوقود تزويد المركبات التي تحمل لوحات معدنية باسم بورسعيد، ومنع دخول المواد الغذائية وأسطوانات البوتاجاز عندما تازمت الأوضاع لهذا القدر من السوء، تدخلت القوات المسلحة وأرسلت طائرة إمداد تحمل مواد غذائية بعد إحجام التجار عن نزول المدينة، ثم تعددت المبادرات من القوى السياسية ووسائل الإعلام، لفك ما أطلقوا عليه حصار المدينة.
وكانت تتحدث التقارير الاقتصادية عن سوء الأمور الاقتصادية في مدينة بورسعيد، بعد أحداث مذبحة مباراة كرة القدم بين فريقي النادي الأهلي والنادي المصري البورسعيدي، وأثبتت أن الأمور وصلت إلى حد توقف التجارة في المدينة، ونفاذ بعض المواد الغذائية، وتعطلت مصالح العديد من العاملين، خاصة أن أغلبية شباب ورجال المحافظة يعملون بالتجارة. فئة كبيرة من أهالي بورسعيد، تعلق على الأحداث قائلة أن ما تمر به المدينة الباسلة ما إلا أزمة مفتعلة لإثارة الفتنة، وتهدف إلى تجويع وتشريد آلاف الأسر البورسعيدية، وتهدد استقرار الأمن العام.
وذكر البدري فرغلي، عضو مجلس الشعب لقد رفضت استقبال أية مساعدات، لأنها مسألة مهينة وليس لها معنى، وتصور وضع غير حقيقي، وأضاف إن ما حدث هو تراجع في عملية التنقل بين محافظة بورسعيد والقاهرة والمحافظات الأخرى، وذلك لخوف السائقين وأصحاب الأعمال لتعرضهم للإعتداء من اللصوص والبلطجية، نتيجة الإحتقان الموجود بعد مذبحة الاستاد.
ويؤكد رئيس غرفة بورسعيد التجارية محمد المصري ان الأحداث أثناء وبعد المباراة جميعها تشير الي أن هناك مؤامرة ممتدة تحاك ضد بورسعيد ومصر ككل، فبعد أحداث القتل التي حدثت بعد مباراة كرة القدم، صورت وسائل الإعلام أن بورسعيد تحولت إلى مدينة محاصرة، مما زاد من حدة الموقف وخطورته، وأصبح من يتردد على المدينة للتجارة أو لنقل الأغذية، يعزف عن ذلك، وتسببت الفزاعات التي نقلتها وسائل الإعلام في خسائر كبيرة مادية ومعنوية للمدينة، فلا ننسى أن بورسعيد ميناء من الموانئ الهامة في مصر ونقطة من نقاط الاستيراد والتصدير فإذا ما توقفت فيها الحركة التجارية نحن نصيب الاقتصاد القومي في مقتل، ولنا أن نتخيل أن مدينة كبيرة مثل بورسعيد، تظل لمدة تقارب الشهر من دون محافظ. ويضيف المصري أن حالة الإحتقان التي حدثت في حد ذاتها كارثة قومية ستؤدي إلى المزيد من الخسائر الإقتصادية والإجتماعية والسياسية في البلاد.
وأعد الدكتور صلاح جودة، أستاذ الاقتصاد في جامعة عين شمس تقريرًا عن حجم الخسائر المتوقعة للأحداث، قال فيه إن البورصة فى أول يوم بعد حادثة بورسعيد بلغت 10.5 مليارات جنيه، بسبب حالة الرعب والفزع التي أصابت المستثمرين وجاءت السياحة كثاني قطاع خاسر بسبب الأحداث، وذلك بعد أن ألغيت جميع حجوزات السفر من الدول الأوروبية والعربية، والتي وصلت نسبتها إلى 40% وأثرت على القطاع بشكل كبير، وأشار جودة إلى تأثر السياحة الداخلية بعد أن كانت تحسنت بشكل كبير وبدأت في تعويض بعض خسائر هذا القطاع، وذلك لأن الكثير من المصريين يخشون السفر والتنقل لغياب الاستقرار الأمني وانتشار جرائم السرقة بالإكراه.