من ديمتري زانديكوف ولوك بيكر
دافوس (سويسرا) (رويترز) - تخلف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن حضور المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا العام لكن طهران لا تزال موضوعا ساخنا بالنسبة للعديد من القوى الغربية والشرق أوسطية التي تأمل في تهدئة بعد أقل من ثلاثة أسابيع على قتل الولايات المتحدة الجنرال قاسم سليماني.
وألغى ظريف، الذي عادة ما يحضر المنتدى الاقتصادي العالمي بانتظام، مشاركته يوم الاثنين، وعللت وزارته ذلك بتغيير في البرنامج. لم يعلق منظمو الاجتماع السنوي في منتجع التزلج السويسري على السبب الذي قدم لهم.
ورغم غياب إيران عن أروقة مركز المؤتمرات، كانت هناك رغبة في وقف التصعيد بين الحاضرين.
وقال الرئيس العراقي برهم صالح إنه أجرى محادثة مثمرة بشأن إيران مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لم يدل بتعليقات تذكر حول المسألة أثناء وجوده في دافوس، بعد أن لمح هذا الشهر إلى أنه مستعد لتهدئة الوضع.
وقال صالح يوم الأربعاء إنه أجرى مع ترامب محادثة صريحة بشأن الحاجة الى ضبط النفس بشكل أساسي وتهدئة الأمور.
وألقت واشنطن باللوم على قاسم سليماني، أهم قائد عسكري إيراني، في تدبير هجمات الفصائل المتحالفة مع إيران ضد القوات الأمريكية في المنطقة. وفجر مقتله في هجوم بطائرة أمريكية مسيرة قلقا بين المحللين الإقليميين من احتمال اندلاع حرب.
وردت إيران على مقتل سليماني بإطلاق صواريخ على أهداف أمريكية في العراق، ولم يسفر الهجوم عن مقتل أي جنود أمريكيين.
وفي دافوس قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود لرويترز إن المملكة مستعدة لإجراء محادثات مع طهران وإن العديد من الدول عرضت الوساطة.
واتهمت الرياض طهران غريمتها الأساسية بمهاجمة منشآتها النفطية في سبتمبر أيلول 2019، وهو هجوم أدى إلى توقف نصف إنتاج النفط السعودي لفترة وجيزة. وتنفي طهران أي ضلوع لها في الهجوم.
وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان إن الرياض التي تتولى رئاسة مجموعة العشرين تدعو للحوار.
وقال لرويترز "إذا نظرت إلى التاريخ، فقد نجحنا في هذه المنطقة في التغلب على أوضاع جيوسياسية أسوأ، بما في ذلك حروب حقيقية".
وأضاف "علينا في السعودية التركيز على الاقتصاد والإصلاح... نعتقد اعتقادا راسخا أن النزاعات لا يمكن حلها إلا عن طريق الحوار".
* منفتحة على الحوار
قال ظريف في تغريدة يوم الخميس إن إيران لا تزال منفتحة على الحوار. وأضاف "نعلن استعدادنا للمشاركة في أي عمل يصب في مصلحة المنطقة".
لكن بأسلوبه الحاد المعروف عنه، هاجم ظريف السعودية بسبب تدخلها العسكري في اليمن وقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في اسطنبول.
وقال "الدول العادية لا تشغل مجازر متخفية في صورة قنصليات. الدول العادية لا تهاجم جيرانها وتسبب أزمة إنسانية وترفض الحوار. ومع ذلك فنحن لا نحدد شروطا مسبقة للحوار".
وقالت إيران إنها لن تلتزم بالاتفاق النووي الذي وقعته مع ست قوى عالمية. وانسحبت واشنطن من الاتفاق عام 2018 وتريد أن تعمل أوروبا على وضع اتفاق جديد أكثر صرامة.
وحذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في دافوس من إلغاء الاتفاق، قائلة إنه سيكون من الخطأ التخلي عن شيء "منقوص" دون وجود شيء أفضل مكانه.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة لوقف التصعيد، لا يزال التوتر متأججا.
ومع افتتاح منتدى دافوس يوم الثلاثاء، ذكرت وكالة أنباء إيرانية شبه رسمية أن عضو البرلمان أحمد حمزة أعلن عن جائزة بقيمة ثلاثة ملايين دولار لأي شخص "يقتل ترامب".
وقال مبعوث الولايات المتحدة الخاص لشؤون إيران، برايان هوك، إن خليفة سليماني سيلقى نفس المصير إذا اتبع مسارا مماثلا باستهداف الأمريكيين.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إنه أبلغ ترامب أن الحرب مع إيران ستكون "كارثة على العالم". ولم يتضح كيف رد الرئيس الأمريكي.
وبالإضافة إلى الرغبة في تهدئة التوترات، أوضح مسؤول سعودي أن عبء هذا الالتزام يقع على عاتق إيران.
وقال عادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية أمام جلسة بدافوس حول (الشرق الأوسط المضطرب) "التصعيد يأتي فعلا من الجانب الإيراني".
وأضاف "لا يمكننا خفض التصعيد لأنه لا يوجد ما يستدعى خفض التصعيد من جانبنا. القرار يرجع إلى الإيرانيين فيما إذا كانوا يريدون استفزاز المجتمع الدولي ودفعه إلى اتخاذ رد فعل أم لا".
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)