من كيت كيلاند
لندن (رويترز) - قال بيل وميليندا جيتس يوم الخميس إن التبرع بمليارات الدولارات للصناديق العالمية التي تكافح الفقر والمرض يعد واحدا من أفضل الاستثمارات التي يمكن أن تقدمها الحكومات لتعزيز الأمن والنمو الاقتصادي العالميين.
وأضاف الزوجان أن القضاء على الأمراض الوبائية المعدية مثل الملاريا وشلل الأطفال وفيروس نقص المناعة المكتسب (إتش.آي.في) المسبب لمرض الإيدز أمر صعب، لكن التقدم الكبير الذي حققته آليات المساعدات العالمية في العقود الأخيرة يعني أن سكان العالم أصبحوا الآن أكثر صحة وإنتاجية.
وقالت ميليندا جيتس للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف "كانت البيانات مذهلة حقا".
واستشهدت بأرقام من منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى أظهرت أنه منذ عام 1990، انخفضت معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة بأكثر من 50 في المئة، وتراجعت أيضا نسبة الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة المكتسب والملاريا والحصبة إلى النصف.
وقالت ميليندا "الطفل المولود اليوم احتمال وفاته قبل بلوغه سن الخامسة أقل بمقدار النصف مقارنة بما لو كان قد ولد في عام 2000... الفوائد البشرية والاقتصادية لهذا هائلة".
وتعتبر مؤسسة جيتس الخيرية، التي يبلغ رأس مالها عدة مليارات من الدولارات ويتشارك الزوجان بيل وميليندا في رئاستها، واحدة من أكبر ممولي البرامج الصحية العالمية التي تهدف إلى مساعدة الفقراء على التخلص من الأمراض والفقر والوفاة المبكرة.
وتسعى المؤسسة إلى تشجيع الحكومات المانحة مثل الولايات المتحدة واليابان وأستراليا وألمانيا وبريطانيا والعديد من الدول الأخرى على سد العجز في أربعة صناديق عالمية رئيسية في الأشهر الثمانية عشر القادمة حتى تتمكن من مواصلة عملها.
وتشمل هذه الصناديق كل من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين، ومرفق التمويل العالمي لصحة الطفل والأم.
وقال بيل جيتس، الشريك المؤسس في مايكروسوفت، إنه متفائل بأن الحكومات المانحة الغنية ما زالت ملتزمة بتمويل المساعدات الدولية للدول الفقيرة، لكنه أضاف "نحن لا نرغب أبدا في اعتباره أمرا مفروغا منه، لأنه لو أن بلدا واحدا (مانحا) تراجع فقد يكلف ذلك مئات الآلاف من الأرواح".
وقال جيتس أيضا إنه يخشى أن يؤدي "انصراف الانظار إلى القضايا الداخلية" إلى عدم توجيه الاهتمام الواجب للحاجة الملحة لتمويل المساعدات العالمية.
وأضاف "يجب ألا يشعر الناس بالرضا... ما زال لدينا ما يقل قليلا عن ستة ملايين طفل يموتون دون سن الخامسة".
(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)