تراجعت العملات ذات المخاطر المنخفضة بتراجع الين الياباني أمام العملات الرئيسية و ارتفاع أسواق البورصة لمستوى قياسي خلال الأسبوع، بعد أن قدم الاتحاد الأوروبي المزيد من الدعم لتخفيف وطأة أزمة الديون السيادية، الأمر الذي يعد إيجابيا للتوجه نحو التعافي الاقتصادي الأمر الذي دفع المستمرين للاتجاه نحو العملات ذات المخاطر المرتفعة.
بدأت أزمة الديون الأوروبية التأثير بالسلب على نمو الاقتصادي العالمي مؤخرا حيث كانت منطقة اليورو هي الشغل الشاغل خلال هذه الأسبوع، انتهاء باجتماع قادة الاتحاد الأوروبي بالأمس للوصول إلى اتفاق مشترك للخروج من الأزمة.
في هذا الإطار أعلن قادة الاتحاد الأوروبي الأمس أنهم ضاعفوا مجهوداتهم و التركيز على إنهاء الأزمة بنهاية هذا الربع، ذلك بتقديم 159 بليون يورو بما يعادل 229 بليون دولار كمساعدات لليونان، هذا إلى جانب تخصيص 440 بليون يورو لشراء سندات في الدول المتضررة و البنوك الأوروبية نتيجة اتساع نطاق الأزمة.
في غضون ذلك تعمل السياسة الأوروبية على حماية الأسواق بمساندة اليورو للارتفاع حيث قفز بنسبة 1.6% إلى 1.4435 دولار بالأمس مضفية بعضا من التفاؤل خصوصا بعد ارتفاع سندات كلا من اليونان و أسبانيا و إيطاليا، إلى جانب ارتفاع سندات بأجل عامين في اليونان بنحو 400 نقطة أساس إلى 33.81%.
يبدو الإطار العام سيئا نتيجة أزمة اليونان إذا ما علمنا أن عجز الميزانية اليونانية يمثل 143% من الناتج المحلي الإجمالي لها، و ما هي الضمانات الاقتصادية لنجاح اليونان في الخروج من الأزمة في ظل هذا العجز الكبير.
على الجهة المقابلة تستحوذ قضية رفع سقف الدين الأمريكي على الاهتمام هذه الفترة، و لعامل الأساسي الناتج عن هذه الأزمة هو تذبذب الدولار الأمريكي إلى جانب ارتفاع معدلات التضخم مع التوقع أن تكون هناك محفزات على المدى الطويل من شأنها أن تكون إيجابية بشأن معدلات البطالة. و من المتوقع أن يقود السيد برناركي بالمزيد من التحفيزات خلال الفترة القادمة على الرغم من أنه كان قد تراجع عن موقفه مسبقا و تظل مجرد تكهنات حتى الآن. إلى جانب التوقعات أن البنك الفدرالي سيبقي على أسعار الفائدة ثابتة خلال 12 شهر القادمة.
أخيرا من المتوقع أن تكون الخطوة المقبلة للبنك الفدرالي معتمدة على وضع البيانات الاقتصادية خصوصا في ظل حساسية الأسواق من أية مفاجآت، في ظل استمرار تذبذب الدولار و السندات الأمريكية و كيفية اتخاذ قرارات من قبل البنك الفدرالي خلال الفترة المقبلة.