بغداد، 29 ديسمبر/كانون أول (إفي): أقر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم السبت بمشروعية بعض مطالب المتظاهرين السُنة واعدا بتنفيذها بنفسه، في حين رفض المتظاهرون بمحافظة الانبار التفاوض مع وزير الدفاع، واشترطوا حضوره إلى موقع الاعتصام.
وأفاد بيان صادر عن مكتب المالكي أن رئيس الوزراء استقبل وفدا يضم عددا من علماء الدين والوجهاء على رأسهم مفتي أهل السُنة الشيخ مهدي الصميدعي، في إطار المساعي التي يقومون بها للحوار مع المتظاهرين وتحقيق المطالب المشروعة التي طرحت في التظاهرات.
وأكد المالكي أن بعض مطالب المتظاهرين مشروعة وانه سيتابع تنفيذها بنفسه وبالأخص ما يتعلق بقضايا المعتقلين والنساء.
ودعا إلى تكاتف جميع العراقيين لتفويت الفرصة على المتربصين بالعراق وأهله، قائلا "يجب ألا يدع المعتدلون والعقلاء وعلماء الدين ورؤساء العشائر وكل القوى الخيرة مجالا للمتطرفين وأصحاب النوايا الخبيثة أن يأخذوا البلاد لا قدر الله الى ما لا تحمد عقباه".
وطالب المالكي العلماء بتشكيل لجنة تضم، إضافة لهم، عددا من القضاة لتحري السجون والمعتقلات وتحديد مواطن الخلل ليقوموا هم بإصلاحها فورا.
من جانبهم أكد وفد العلماء أنهم سيباشرون بجمع الأسماء والشكاوى لمتابعتها ميدانيا واتخاذ اللازم بشأنها.
على صعيد متصل رفض المتظاهرون في محافظة الأنبار التفاوض مع وزير الدفاع سعدون الدليمي، الذي وصل الى قيادة عمليات الانبار وارسل بطلب وفد من المتظاهرين للتفاوض معهم، لكنهم رفضوا واشترطوا ان يحضر هو الى ساحة الاعتصام للتفاوض معهم.
وقال مصدر في المحافظة لـ(إفي) في اتصال هاتفي طلب عدم ذكر اسمه "ان وزير الدفاع حضر اليوم وارسل الى المتظاهرين لارسال وفد اليه للتفاوض معهم في مقر قيادة عمليات الانبار، لكنهم رفضوا، واشترطوا عليه ان يحضر هو الى ساحة الاعتصام للتفاوض معهم".
إلى ذلك أمهل مجلس محافظة نينوى شمالي العراق اليوم بعد جلسة استثنائية، الحكومة المركزية ثلاثة ايام للاستجابة لمطالب المتظاهرين، معلنا اضرابا عاما في الدوائر الحكومية للمحافظة ومهددا باستقالة جماعية ما لم تستجيب الحكومة للمطالب المتظاهرين.
يذكر أن تظاهرات واعتصامات انطلقت في محافظة الانبار غربي العراق، ذات الغالبية السنية، منذ ستة ايام بعد اعتقال افراد حماية وزير المالية رافع العيساوي، مطالبين باطلاق سراحهم واطلاق سراح المعتقلات من النساء فضلا عن اصلاح العملية السياسية، متهمين الحكومة بتهميش السنة، كما انطلقت اليوم تظاهرات في عدة مدن سنية.
وكان المالكي دعا يوم امس المتظاهرين الى الحوار محذر من الفتنة الطائفية في البلاد، على خلفية بعض الشعارات التي رفعت في التظاهرات التي جرت في محافظة الانبار وبعض المدن ذات الأغلبية السنية، مؤكدا انه لا يزال هناك من يغذيها ويسعى اليها. (إفي)