واصل الاقتصاد الأمريكي إصدار المزيد من البيانات والأخبار الاقتصادية حيال أدائه خلال شهر كانون الأول/ديسمبر، حيث انضمت بيانات الثقة اليوم لأسطول البيانات الخاصة بتلك الفترة، لتظهر ارتفاع مستويات الثقة خلال كانون الأول/ديسمبر إلى أعلى مستوى لها منذ أبريل/نيسان الماضي.
فقد أظهر مؤشر ثقة المستهلكين ارتفاعاً خلال كانون الأول/ديسمبر ليصل إلى 64.50، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 56.0، والتي تم تعديلها إلى 55.2، وبأفضل من التوقعات التي بلغت 58.9، حيث أن معدل الأشخاص الذي يعتقدون بأن الأوضاع الحالية تحسنت ارتفع إلى 46.7 مقابل 38.3، كما وارتفع معدل الأشخاص الذين يعتقدون بأن التطلعات المستقبلية ستكون أفضل إلى 79.4 مقابل 66.4.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن مؤشر S&P المركب 20 لأسعار المنازل صدر اليوم في وقت سابق ليشير إلى أن أسعار المنازل انخفضت خلال تشرين الأول/أكتوبر، الأمر الذي يوضح مدى ثقل التحديات التي تواجه قطاع المنازل في الوقت الراهن، وسط تأكيد البنك الفدرالي الأمريكي على أن أنشطة قطاع المنازل لا تزال "ضعيفة"، وتقبع ضمن مستويات "مخيبة للآمال".
التحديات التي تواجه قطاع المنازل الأمريكي، والاقتصاد الأمريكي ككل، تتمثل بشكل رئيس في ارتفاع معدلات البطالة، وتشديد شروط الائتمان، في حين يواجه قطاع العمل الأمريكي مشكلة أخرى تتمثل في ارتفاع قيم حبس الرهونات العقارية، مما يثقل كاهل القطاع بشكل خاص.
هذا وقد استهلت مؤشرات الأسهم الأمريكية جلسة تداولاتها اليوم الثلاثاء عقب نهاية أسبوع طويلة باستقرار واضح، إلا أنها عاودت الارتفاع عقب صدور بيانات الثقة، علماً بأن أحجام التداول تتسم في الوقت الحالي بالضعف الشديد، نظراً لانصراف المستثمرين إلى الاحتفال بموسم الأعياد والمناسبات في هذه الفترة من العام.
وقد غابت عنّا الأسواق المالية حول العالم يوم أمس الاثنين، وذلك بسبب حلول عيد الميلاد المجيد، في حين ستغيب عنّا الأسواق الأمريكية يوم الاثنين المقبل بسبب الاحتفال برأس السنة الميلادية، فكل عام وأنتم بخير!!
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن الأعين تتجه نحو إيطاليا في الأسبوع الحالي، وبالأخص في اليومين المقبلين، حيث تترقب الأسواق المالية مزادات لبيع السندات الحكومية الإيطالية، في حين سيتعرض اليورو لضغوطات كبيرة على مدار اليومين المقبلين إذا ما فشلت تلك المزادات في الارتقاء إلى مستوى التوقعات، علماً بأن اليورو أضحى مؤشراً لثقة المستثمرين في الوقت الراهن، لذلك فإن تعرض اليورو لضغوطات على مدار الأيام المقبلة سيشكل ضغطاً على الأسواق المالية بوجه عام.
وفي النهاية عزيزي القارئ، فإن تداولات هذا الأسبوع تتمير بشكل عام بضعف مستويات التداول كما أسلفنا، لذلك فمن المتوقع أن تشهد الأسواق المالية في الأسبوع الحالي انحصار أسعار الأدوات المالية بشكل عام ضمن مستويات ضيقة جداً.
ومن المؤكد أن الاقتصاد الأمريكي سيلزمه المزيد من الوقت لتحقيق التعافي من أسوأ أزمة مالية منذ عقود، وسيبقى الاقتصاد ضمن وتيرة نمو أكثر اعتدالاً على حد وصف البنك الفدرالي إلى حين الوصول إلى مرحلة الاستقرار التام خلال النصف الثاني من العام المقبل 2012، إلا أن ذلك يبقى رهن تحسن الأوضاع في القارة العجوز، التي تواجه شبح الركود في العام المقبل...