توجد توقعات أن تصبح الطاقة الشمسية منافساً قوياً لمصادر الطاقة التقليدية وذلك خلال فترة وجيزة لا تتعدى الثلاث سنوات بعد ان أصبحت تكلفتها منخفضة بالمقارنة عن تكلفتها من قبل عدة سنوات، ومثال على ذلك فقد اصبحت الطاقة الشمسية في كاليفورنيا قريبة من كلفة الطاقة المنتجة من المحطات التي تعمل بالغاز.
ومن هذه الجهة فقد قدرت إدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأميركية كلفة إنتاج كيلووات ساعة واحد من الكهرباء من محطة تدار بالغاز بستة سنتات بالمقارنة مع 21 سنتا للكيلووات ساعة المنتج من الطاقة الشمسية، لكن الكلفة تنخفض في منطقة الجنوب الغربي بالولايات المتحدة في ساعات الذروة خلال وقت النهار لتقترب من كلفة الطاقة الشمسية.
وأظهر مسؤول بارز في مشروع ديزيرتك لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية الذي سيقام في الصحراء العربية بشمال أفريقيا عن تفاؤله إزاء مستقبل المشروع بعد ثورات الربيع العربي، وبين رئيس هيئة توجيه مشروع ديزيرتك بول فان سون أن الوعي والاهتمام بمشروع تحويل أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية تزايدا مع انتشار الديمقراطية في أنحاء شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
وذكر بول فان أن المشروع يصل تكلفته الى 400 مليار يورو “550 مليار دولار”، ويمكن أن ينتج طاقة كهربائية نظيفة في الصحراء بحلول عام 2015، ويهدف “ديزيرتك” إلى توليد ما يصل إلى 15% من احتياجات أوروبا من الكهرباء بحلول 2050 باستخدام مرايا لزيادة شدة أشعة الشمس لإنتاج بخار وتشغيل توربينات.
وأضاف فان سون “نرحب بالربيع العربي؛ لأنه فتح الكثير من الأفكار وولد تأييداً للمشروع”، وتابع قائلاً : “أننا ندعمه. الهيكل الديمقراطي يتناسب جيدا مع هيكلنا”، وقبل الربيع العربي كانت توجد بواعث قلق بشأن الاستقرار السياسي في المنطقة.
ومن جهتها قالت فيرست سولر في أريزونا وهي أكبر شركة عالمية للطاقة الشمسية وفق رأسمالها بالسوق، إنها سوف تستطيع توقيع عقود مع شركات الطاقة بكاليفورنيا لبيع الطاقة الشمسية بسعر بين عشرة و12 سنتا للكيلووات ساعة ليساوي كلفة الطاقة من محطات الغاز أوقات الذروة، ويقول رئيس فيرست سولر، روب غيليت، إن الشركة تعتزم خفض السعر بنسبة الخمس بحلول عام 2014.
ومن جهة أخرى ننوه إلى أن ديزيرتك نشأت بواسطة شركات ألمانية في معظمها عام 2009، وقالت الشركة إن الصحراء تحصل على طاقة في ست ساعات أكثر مما يستهلكه سكان العالم في عام، وعلى حسب المشروع ستجمع حقول من المرايا في الصحراء لتوجيه الأشعة الشمسية التي يمكنها غلي الماء وتشغيل التوربينات لتزويد شبكة جديدة خالية من الكربون بالكهرباء، تربط أوروبا والمنطقة العربية.
ومما جدير بالذكر أن المشروع تأسس بواسطة شركات ألمانية في معظمها عام 2009. وهدف شركة المبادرة الصناعية “ديزيرتك” هو تحليل كيفية تطوير طاقة نظيفة في صحراء شمال أفريقيا يمكن أن تمد المنطقة وأوروبا.