واشنطن، 24 أكتوبر/تشرين أول (إفي): كشف تقرير رسمي اليوم أن الخطة التي أعدتها الولايات المتحدة لتدريب الجيش العراقي واعادة الاستقرار لأراضيه بعد سحب قواتها اواخر العام ستشهد "اهدارا شديدا للنفقات".
وأوضحت المفتشية الأمريكية العامة لإعادة اعمار العراق أن 12% فقط من الاموال المخصصة للمهمة الأمريكية في العراق عقب الانسحاب سيتم توجيهها في جهود اعادة بناء جيش العراق، ما يعني أن البرنامج المالي لهذه المهمة سيكون "بئرا من النفقات المهدرة".
وكان من المقرر أن توجه النسبة الأكبر من هذه الاموال لقطاع الأمن واسكان وتأهيل رجال الشرطة، وفقا للتقرير الذي أعدته المفتشية التابعة للكونجرس الأمريكي.
وأشار التقرير الى أن تكلفة الفرد الواحد المكلف بتجهيز كوادر في الجيش العراقي ارتفعت بشكل مفاجئ من 2.1 مليون دولار عام 2009 الى 6.2 مليون في أواخر 2010.
يذكر أن الميزانية المطلوبة من أجل المهمة الأمريكية في العراق لعام 2012 تبلغ 887 مليون دولار.
ولا تزال تحتضن أرض العراق 43 الف جندي أمريكي من المفترض أن يرحلوا الى مسقط رأسهم اواخر العام الجاري بحسب الاتفاق الذي أبرم عام 2008 بين الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
وفي العام الماضي أعلن الرئيس الحالي باراك أوباما بدأ عملية "فجر جديد" لتنهي حقبة غزو العراق التي بدأت في 20 مارس/آذار 2003 وتقضي بانسحاب كامل للقوات، على الرغم من الجدل الدائر حول بقاء عدد محدد من الجنود للمساهمة في إعادة الاعمار.
ووافق قادة الكتل السياسية العراقية على بقاء عدد من الجنود الأمريكيين لأغراض التدريب، دون منحهم الحصانة التي طالبوا بها.
وتخطط واشنطن للإبقاء على ما بين ثلاثة آلاف الى خمسة آلاف جندي في العراق بعد الانسحاب.
واشترط القادة أن يجري التدريب على منشآت عراقية فقط، ويضمن أن تكون القوات المسلحة العراقية محترفة ومهنية، وتعمل بموجب الدستور وقادرة على ردع أي تهديد ضد أمن العراق الداخلي والخارجي والحفاظ على سلامة أراضيه ومياهه وسمائه ونظامه الدستوري الديمقراطي.(إفي)