من لويس شاربونو
الأمم المتحدة (رويترز) - حذرت ليبيا مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء من أنها يمكن أن تنزلق إلى حرب أهلية شاملة ما لم يتم نزع سلاح الفصائل المسلحة المتقاتلة.
واجتمع مجلس الأمن المؤلف من 15 دولة لبحث الوضع في ليبيا بعد أيام من انعقاد برلمانها الذي تشكل بعد انتخابات جرت في يونيو حزيران واختياره نائبا يدعمه الإسلاميون رئيسا للوزراء. وترك هذا زعيمين متنافسين ومجلسين نيابيين يدعم كل منهما فصيل مسلح.
وقال إبراهيم الدباشي سفير ليبيا لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن إن الوضع في ليبيا معقد وازداد تعقيدا منذ 13 يوليو تموز وقد يتحول إلى حرب أهلية شاملة ما لم يكن هناك حذر وحكمة بالغة.
وتفجر قتال عنيف في 13 يوليو تموز بين فصيلين تنافسا على السيطرة على مطار ليبيا الرئيسي مما أسقط سبعة قتلى على الأقل وأوقف كل الرحلات في أسوأ اقتتال بالعاصمة الليبية منذ ستة أشهر.
وكان الهدف من انتخابات يونيو حزيران هو إعادة بناء مؤسسات الدولة في محاولة لإخماد العنف المستشري منذ ثلاث سنوات منذ الإطاحة بمعمر القذافي.
وتعجز الحكومة الليبية عن السيطرة على الفصائل المسلحة التي ساعدت يوما في الإطاحة بالقذافي عام 2011 لكنها مازالت تتحدى سلطة الدولة.
وقال الدباشي إنه كان يستبعد دائما احتمال الحرب الأهلية لكن الموقف تغير.
وأضاف أن الحوادث الأمنية كانت في الماضي محدودة وفردية ونادرة لكنه قال إن الاشتباكات تدور اليوم بين جماعتين مسلحتين بأسلحة ثقيلة لكل منهما حلفاء في مناطق أخرى بالبلاد.
وقال إن نزع سلاح الجماعات المسلحة أمر حاسم.
وردا على تزايد الفوضى أقر مجلس الأمن اليوم الأربعاء قرارا يشدد حظر السلاح على ليبيا ويمدد أجل العقوبات على الجماعات والأفراد الذين يهددون أمنها واستقرارها.
وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت الذي يرأس مجلس الأمن هذا الشهر في تصريحات للصحفيين إن المجلس سيتحرك سريعا لإعلان أسماء من سيواجهون قرارا دوليا بتجميد الأصول وحظر السفر.
وكانت الحكومة الليبية قد طالبت بنشر قوة لحفظ السلام للمساعدة في نزع سلاح الفصائل وإعادة الاستقرار. لكن دبلوماسيين بالمجلس قالوا إن الوضع قابل للاشتعال بشدة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا طارق متري إن الوضع يبعث على "القلق البالغ".
وأضاف "الخطر الذي يشكله انتشار الجماعات الإرهابية أصبح حقيقيا... الوضع الأمني الفوضوي وقدرة الحكومة المحدودة للغاية لمواجهة هذا الخطر ربما خلقا أرضا خصبة لخطر متنام في ليبيا وما وراءها."
ولم يشر الدباشي إلى الضربات الجوية الغامضة التي استهدفت متشددين إسلاميين ليبيين ولمح مسؤولون أمريكيون إلى أنها من تنفيذ مصر والإمارات.
وقال متري إن الضربات الجوية لا تساعد الموقف. وقال "أي تدخل أجنبي انتهاك للسيادة".
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)