سنغافورة، 14 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): ينتظر القادة المشاركون في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما لسنغافورة لحضور قمة المنتدى وسط مؤشرات باحتمالية تعرضه لانتقادات عديدة جراء عدم الوفاء بتعهداته الاقتصادية وأبرزها تحرير التجارة العالمية.
وأعرب عدد كبير من القادة المشاركين بالقمة عن أسفهم جراء عدم التزام أوباما بتعهداته بشأن استئناف مفاوضات الدوحة والبحث عن مخرج من التراجع الاقتصادي الذي تهدد سياسة الحمائية التجارية باستمراره.
وعلى سبيل المثال أكد الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون اليوم أن الحواجز الجمركية "تقتل شركات دول أمريكا الشمالية في منطقة التجارة الحرة "نافتا" التي تتشاركها بلاده والولايات المتحدة وكندا.
وصرح كالديرون: "الأمر المثير للدهشة أن ما يقتل حقا الشركات في اقتصاد يفترض أنه عالمي هو نقص الكفاءة وقلة التنافس، ولكني أعتقد أن عدم وفاء أوباما بوعوده يرجع للضغط السياسي الذي يتعرض له".
ومن جانبه أعرب الرئيس الصيني هو جينتاو الجمعة عن استياءه من وجود بعض العقبات التي تعوق الشركات من دخول السوق الأمريكي بسبب الضغط النقابي وما وصفه "بالأسباب الأمنية لبعض القطاعات" مثل التسلح.
ووصف الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف سياسة الحمائية التجارية بأنها ليست سوى "حل ذي مدى قصير"، مبرزا أهمية استئناف مفاوضات الدوحة التي ستسمح، على حد تعبيره، بـ"ضمان استمرار مستقبل النمو عن طريق دخول الدول الصاعدة إلى السوق".
وخلال اجتماعات (أبيك) اتفقت جميع الأطراف على ان أفضل أساليب مواجهة الحمائية هو دعم المفاوضات وتحرير التجارة العالمية لتمتد فوائد النمو إلى الدول الفقيرة والنامية عن طريق محو عقبات التبادل التجاري للبضائع والخدمات.
وتوقفت مفاوضات الدوحة منذ 2005 وستفشل قبل مطلع العام الجاري إذا لم تتفق جميع الأطراف المعنية على تبني "مرونة كاملة" في مواقفها الناجمة عن المواجهة بين الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة والصاعدة مثل الصين والهند.
وجدد أوباما تعهد واشنطن بإبراز أهمية المفاوضات حول التجار الحرة، كما حث في نفس الوقت الصين وقوى اقتصادية آسيوية أخرى على دفع الطلب الداخلي والتخلي عن الاعتماد على المستهلكين الأمريكيين.
من جانب آخر يشك شركاء الولايات المتحدة من الدول الآسيوية في صدق نوايا الرئيس الأمريكي في إعطاء الأولوية لموضوع الرسوم والقيم الجمركية، مرتكزين في نظريتهم على البطء في إجراء الاتفاقية التجارية الطموحة مع كوريا الجنوبية.
وطبقا لآراء الخبراء فإن تحسن الاقتصاد الأمريكي في الوضع الحالي لا يعني توجهه بشكل قاطع نحو التعافي، مما دفع واشنطن إلى تحميل الصين جزءا من مسئولية الخروج من نفق التراجع الاقتصادي المظلم.
يذكر أن الرئيس الأمريكي أكد قبل رحيله عن اليابان متوجها إلى سنغافورة في ثاني محطات جولته الآسيوية أن الصعود الصيني في الاقتصاد العالمي لا يمثل أي خوف بالنسبة لواشنطن بل اعتبره "فرصة جيدة" لبلاده.(إفي)