أسبوع جديد يلوح بالأفق عزيزي القارئ بالنسبة للاقتصاد الأكبر في العالم الاقتصاد الأمريكي بيد أن بداية الأسبوع تعد هادئة بعض الشيء، ولكن لابد لنا من الإشارة إلى أن المؤشرات العالمية والتي تعكس ثقة المستثمرين ارتفعت مع نهاية الأسبوع الماضي عقب المعنوية العالية التي انطلقت من جمهورية مصر العربية بعد التداعيات السياسية التي دامت على مدار ثمانية عشر يوما مؤثرة على مستويات الثقة العالمية، حيث أن يوم الجمعة كان يوما مشهودا للمصريين، إذ أعلن الرئيس المصري حسني مبارك عن تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية ملبيا المطلب الأكبر للحشود التي تظاهرت في ميدان التحرير خاصة وفي شتى أقطار مصر عامة.
أما بالنسبة للاقتصاد الأمريكي فستكون الساحة الأمريكية خالية من البيانات الرئيسية الصادرة عن هذا اليوم، واضعين بعين الاعتبار أن الشركات الأمريكية أيضا ستواصل الإفصاح عن نتائجها المالية الخاصة بالربع الماضي، إلا أن تلك النتائج لن تكون بالحجم الكبير التي كانت فيه خلال الأسابيع الماضية.
كما ونشير بشكل عام أن الاقتصاد الأمريكي على ما يبدو وأنه تمكن من استعادة بعض من العزم الذي فقده خلال الفترة الماضية بما يخص مرحلة تعافيه من الأزمة المالية الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، حيث أن النشاطات الاقتصادية وفي مختلف القطاعات الأمريكية أخذت بالتحسن ضمن وتيرة ملحوظة مؤخرا.
ولكن بالمقابل فإن مسألة الانتعاش أو التعافي التام لا تزال مبكرة نوعا ما، حيث أن العقبات لا تزال تقف أمام الاقتصاد الأمريكي ونموه بالشكل المنشود، إذ على الرغم من انخفاض مستويات البطالة خلال كانون الثاني إلى 9.0% وبأفضل من التوقعات، إلا أنها لا تزال ضمن معدلات مرتفعة، وذلك وفقا لما صرح به الفدرالي الأمريكي وعلى لسان السيد برنانكي بالتحديد.
وسيتوجب على الشركات الأمريكية التفكير في مسألة البدء بتوظيف أعداد جديدة للحد من عقبة البطالة والتي تعد مفتاح الخلاص بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، ناهيك عن موضوع التشديد الائتماني الذي يحد من قابلية المستهلكين للحصول على قروض جديد.
ومع هذا كله عزيزي القارئ إلا أن الثقة في الاقتصاد الأمريكي تمكنت من إيجاد مكان لها في الأسواق وبشكل نسبي وتدريجي، حيث كما أشرنا أعلاه فإنه على ما يبدو وأن مرحلة تعافي الاقتصاد الأمريكي استعادت بعضا من عزمها مؤخرا بعد التباطؤ الذي شهدته قطاعات أمريكية مختلفة خلال النصف الثاني من العام 2010.
وأخيرا نشير بأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال بعيدا عن تحقيق التعافي التام من المرحلة الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، حيث من المؤكد سيلزمه المزيد من الوقت ليستقر ويصل إلى بر الأمان، والذي من المتوقع حدوثه بشكل نسبي مع قدوم النصف الثاني من العام 2011...