روما، 13 يناير/كانون ثان (إفي): قدمت النجمتان الإيطالية المخضرمة صوفيا لورين والإسبانية بنيلوبي كروث اليوم في العاصمة الإيطالية روما فيلمها الأخير "ناين" من إخراج روب مارشال، الذي صور غالبية مشاهد الفيلم في روما.
وظهرت كروث ولورين، في ثوبين سهرة أسودين، زادا من تألقهما، بالإضافة إلى تشابه روح البحر المتوسط التي تجمعهما والملامح اللاتينية لكلا الفنانتين، مما أضفى جوا من المودة والألفة، على المؤتمر الصحفي الذي عقده مخرج الفيلم الأمريكي مع الجمهور بحضور عدد كبير من فريق العمل، مثل النجمة ماريون كوتييار، التي فضلت ارتداء ثوب أبيض.
وخلال المؤتمر جلست لورين (75 عاما) إلى جوار كروث (35) لتمثلان جيلين من الفنانات من أسرة واحدة في الحقيقة، بينما تقدمان في الفيلم شخصيتين متقاربتين الأم، والعشيقة.
وتقدم النجمة الإسبانية المتألقة بنيلوبي كروث في الفيلم دور عاشقة مندفعة مثيرة وجذابة، خاضعة ومستكينة، وعلى استعداد لعمل أي شيء من أجل الحب، وهو الدور الذي أهلها لاستحقاق الترشيح لثالث مرة للحصول على "الجولدن جلوب" كأفضل دور نسائي ثان، بينما تلعب صوفيا لورين دور الأم المتسلطة، التي لا يستطيع البطل التخلص من سيطرة تأثيرها.
ويتناول "ناين" قضية أزمة الهوية التي يعيشها النجم البريطاني الكبير، دانييل داي لويز، في دور جيدو كونتيني، عندما يشرع في تصوير فيلمه التاسع والأخير، والذي يعتبر من وجهة نظر الكثيرين، محاكاة نمطية لفلليني.
وكتب سيناريو "ناين" مايكل تولكين وانطوني مينجيلا وهو مأخوذ عن رواية آرثر كوبيت بنفس العنوان، والذي كان مستمد من فيلم السيرة الذاتية لفدريكو فلليني "½8"، ووضع له الموسيقى موري يستون الذي كتب أيضاً كلمات الأغاني.
وقد بدأ اليوم الأربعاء في روما عرض الفيلم المستوحى بالفعل من فيلم يتناول السيرة الذاتية للمخرج الإيطالي العبقري فدريكو فيلليني "½8" بطولة مارشيلو ماستورياني في ستينيات القرن الماضي.
جدير بالذكر أن هذه ليست أول تجربة سينمائية موسيقية غنائية للأمريكي روب مارشال، الحاصل على ست جوائز أوسكار عن فيلمه الموسيقي الاستعراضي "شيكاغو" 2002 ، بطولة رينيه زيلويجر وريتشارد جير وكاثرين زيتا جونز.
ويقدم الفيلم كم هائل من النساء الحسناوات تحطن بالبطل، كونتيني الذي يحاول دائما العثور على الإلهام بين زوجته الشرعية ماريون كوتييار، وعشيقته بنيلوبي كروث، وملهمته نيكول كيدمان، وكاتمة أسراره جودي دنش، وأمه صوفيا لورين والعاهرة التي تولت مهمة التعامل مع براءته وفتح عينيه على حقيقة العالم ستيسي فيرجسون.
وفي خضم هذا الزخم النسائي متضارب الأعمار والمشاعر والتوجهات، تتألق كروث في دور كارلا، من خلال رقصة جريئة ارتدت خلالها ثوبا مثيرا مكون من كورسيه من الدانتيل الأسود والأحمر وكولون شفاف وحذاء مرتفع، ممسكة بحبل تقوم بلفه حول جسدها، في أداء يستدعي أكثر خيالات داي لويز جموحا وشبقية.
ويحتدم الصراع نظرا لحرص كونتيني على الاحتفاظ بزواجه من لويز (كوتييار) وفي نفس الوقت استمرار علاقته غير الشرعية، لتظهر الجوانب الخفية في شخصيته التي تتسم بالتناقض، والعنف واليأس والازدواجية.
وتدفع ذروة الأحداث كروث لتقديم مشهد تضحية درامي موسيقي رائع يذكر جمهورها بأدائها المتميز في فيلم وودي آلان "فيكي كريستينا برشلونة" الذي نالت عنه الأوسكار عام 2008.
وترشح كل التوقعات النجمة الإسبانية للحصول على الأوسكار الثانية عن دورها في هذا الفيلم، كما يرشحون بطل الفيلم أيضا البريطاني داي لويز للحصول على ثالث أوسكار في مشواره.(إفي)