القاهرة، 5 فبراير/شباط (إفي): أجرى الرئيس المصري حسني مبارك اليوم السبت تعديلات على قيادات الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، حيث أبعد من هيئة مكتبه السياسي نجله جمال، في سلسلة من الخطوات التي لم تقنع حتى الآن آلاف الأشخاص، لا يزالون محتشدين في الشوارع مطالبينه بالتنحي.
وعهد مبارك إلى عضو مجلس الشعب حسام بدرواي بمنصبي الأمين العام وأمين لجنة السياسات بالحزب، حيث سيتولى اعتبارا من الآن مهمة كبيرة داخل الكتلة، بعد أن خلف وحده كلا من رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف ونجل الرئيس جمال مبارك على الترتيب في المنصبين.
وصعد نجم بدراوي، الطبيب الشهير ونجل رئيس سابق لجامعة القاهرة، داخل التيار الإصلاحي للحزب الوطني الديمقراطي الذي انضم إليه عام 2000 ، حتى بات اليوم على يمين مبارك الأب مباشرة.
واقترنت محاولة الرئيس هذه لاستعادة زمام المبادرة الذي تحول إلى المواطنين في الشوارع، برسالة طمأنة من الحكومة مفادها أن الأسوأ قد مضى.
وسخرت الحكومة اليوم كل قواها لإظهار أن البلاد قد عادت من جديد إلى طبيعتها، وذلك خلال مؤتمر صحفي ممتد عقده رئيس الوزراء أحمد شفيق والمجموعة الاقتصادية بحكومته.
وأكد شفيق "علينا التحلي بالتفاؤل. مؤسسات الدولة تستعيد أوضاعها الطبيعية والوضع الآن أفضل"، وذلك بعد الاجتماع بأربعة وزراء مرتبطين بالاقتصاد فضلا عن رئيس البنك المركزي فاروق العقدة.
ويرى رئيس الوزراء أن "الوضع في (ميدان) التحرير ووضع المتظاهرين قد تغير. جمعة الرحيل (أمس) فشلت والآن يطلقون على هذا الأسبوع اسم أسبوع الصمود. الوضع في التحرير هادئ ولا توجد اعتقالات بين المتظاهرين".
وكان شفيق يشير إلى يوم الاحتجاجات الجديد في ميدان التحرير أمس، الذي أطلق عليه "جمعة الرحيل"، في إشارة إلى رغبة المتظاهرين في أن ينتهي اليوم برحيل مبارك عن السلطة.
ومن أجل إنهاء ثورة الشارع، يعمد النظام كذلك إلى الحوار مع قوى المعارضة، رغم رفض أغلبها حتى الآن الدخول في مفاوضات قبل رحيل مبارك.
وفي سلسلة التقارير المتضادة، ذكر متحدث باسم الجمعية الوطنية للتغيير في مقابلة مع قناة (الجزيرة) أن شفيق قد اجتمع مع وفد من المعارضة، لكن كل الجماعات التي تحدثت إليها (إفي) نفت البدء في حوار مع الحكومة.
من جانبه، قال جمال نصار المستشار الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمون لـ(إفي) إن الجماعة "تجدد عدم اعتزامها المشاركة في أي حوار حتى يستجيب النظام لمطالب الشعب".
وقال نصار إن الحديث عن مشاركة أي ممثل عن "الإخوان المسلمون" في اللقاء "أمر غير صحيح على الإطلاق"، وأكد أنه لا يعلم شيئا عن الاجتماع المشار إليه.
من جانبه، عقد عمر سليمان نائب الرئيس المصري جولة ثانية من المحادثات مع ممثلي عدد من أحزاب المعارضة، من بينها الوفد والتجمع.
ورغم الشقاق الذي بدأ يظهر في صفوف المعارضة، لا يزال ميدان التحرير يصرخ ويغني ويرقص لمطالبة مبارك بالرحيل فورا والدعوة إلى انتخابات نزيهة.
وتحالفت درجات الحرارة المنخفضة والأمطار الخفيفة التي سقطت على القاهرة اليوم، وفوق ذلك كله بقاء مبارك في الحكم رغم جمعة الرحيل، من أجل التأثير في معنويات المتظاهرين في ميدان التحرير، دون جدوى على ما يبدو.
وقال أحد المتظاهرين ويدعى محمد سعد لـ(إفي) إنه يتلقى اتصالات مستمرة من أسرته كي يترك المظاهرة ويعود إلى بيته، خاصة بعدما انتهى يوم أمس باستمرار مبارك في التمسك بالسلطة.
وقال "أسمع أصدقائي يقولون لأسرهم: لن نتزحزح من هنا حتى يرحل مبارك. أنا أيضا لن أرحل. سأبقى حتى الموت". (إفي)