بانكوك، 26 أبريل/نيسان (إفي): تصاعدت حدة التوتر التي تعاني منه تايلاند اليوم الاثنين، بعد قيام المتظاهرين الموالين لرئيس الوزراء التايلاندي السابق ثاكسين شيناواترا والمعروفين باسم أصحاب "القمصان الحمر"، بسد الطرق المؤدية إلى بانكوك في بعض الأقاليم التايلاندية لمنع قوات الجيش والشرطة من الوصول إلى العاصمة.
وتمكن مئات المتظاهرين التابعين للجبهة الموحدة من أجل الديمقراطية، من منع قافلة تتكون من نحو 150 من قوات الشرطة الخاصة في تايلاند وعدد من جنود الجيش من الخروج من ثكنتهم في إقليم "فيتسانولوك" الشمالي، حيث كانوا في طريقهم إلى العاصمة.
وصرح الأمين العام للجبهة ناثاوت سايكوا بأن الجبهة أصدرت تعليمات لأنصارها بمنع القوات من دخول بانكوك للانضمام إلى باقي القوات المنتشرة هناك، للحيلولة دون مشاركة القوات في تفريق المتظاهرين الذين يحتلون قلب العاصمة التجاري والسياحي منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
وكان 11 شخصا، بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة، قد أصيبوا الليلة الماضية إثر انفجار قنبلة يدوية أمام منزل رئيس وزراء تايلاند الأسبق بنهارن سيلبا أرشا.
وقال قائد الشرطة سامارت سالونجو اليوم إن القنبلة القاها مجهول على منزل أرشا الذي تولى رئاسة وزراء تايلاند في الفترة ما بين يوليو/تموز 1995 ونوفمبر/تشرين ثان 1996 ، ثم لاذ بالفرار على متن دراجة نارية.
يأتي ذلك بعد يوم من تحذير رئيس الوزراء التايلاندي أبهيست فيجاجيفا المتظاهرين من أن سلطات البلاد تجري استعداداتها حاليا لاستعادة السيطرة على وسط بانكوك التي تمثل المنطقة التجارية والسياحية بالبلاد، دون أن يذكر موعد إجراء هذه العملية.
ورد قادة القمصان الحمر على تصريحات فيجاجيفا، بتوجيه نداء لأنصارهم لمواصلة "الكفاح" إلى أن يتم تحقيق مطالبهم المتمثلة في استقالة رئيس الوزراء التايلاندي وحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة في البلاد.
كان المتظاهرون قد حصنوا الأربعاء الماضي موقع احتجاجاتهم وسط العاصمة بانكوك بزرع عصي من الخيزران وإطارات السيارات كما تزودوا بالعصي والحجارة كأسلحة ضد أي هجوم محتمل من قوات الأمن.
جاء ذلك بعد يومين على نشر الجيش التايلاندي عدد من عناصره في الحي المالي بمدينة بانكوك أمام تهديد وصول آلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة، للحيلولة دون وصول الاحتجاجات إليها وشل حركتها كما حدث في قلب بانكوك.
يشار إلى أن الاحتجاجات في تايلاند بدأت الشهر الماضي، ويحتل المتظاهرون قلب العاصمة التايلاندية بانكوك منذ مطلع الشهر الجاري، وهو ما أدى إلى تكبد البلاد خسائر مادية كبيرة.
يذكر أن تايلاند تشهد أزمة سياسية حادة منذ الانقلاب الذي أطاح عام 2006 برئيس الوزراء السابق ثاسكين شيناواترا المقيم في المنفى بعد إدانته بالسجن لمدة عامين في قضية فساد عام 2008.
ومن المعروف أن شيناواترا، الذي ترأس حكومة تايلاند في الفترة ما بين 2001 حتى 2006 حين أطيح به انقلاب عسكري، هارب من العدالة كما صدر بحقه حكم بالسجن عامين في قضايا تتعلق بالفساد. (إفي)