موسكو، 25 أبريل/نيسان (إفي): بدأ المخرج الروسي الكبير نيكيتا ميخالكوف طرح رؤيته الخاصة المثيرة للجدل حول الحرب العالمية الثانية، من خلال فيلمه الذي بدأ عرضه خلال عطلة نهاية الأسبوع، ويعتبر الأضخم انتاجا في تاريخ السينما الروسية.
يقول ميخالكوف "شعرت برغبة جارفة لعمل سلسلة أفلام عن هذه التجربة، خاصة بعدما شاهدت فيلم (إنقاذ الجندي رايان) للأمريكي ستيفن سبيلبرج، نكأت قصة الفيلم جرحي، لاسيما حين ينسب النصر للحلفاء"، مؤكدا أن "تجاهل دور الاتحاد السوفيتي في تحقيق النصر على النازي نوع من الإجحاف للضحايا الـ26 مليون التي فقدناها في الحرب".
وقد أقيم العرض الخاص لفيلم ميخالكوف "المنهكون من الشمس" الجزء الثاني في مقر الكرملين وحضره صفوة رجال السياسة والأدب بالإضافة لعدد من المحاربين القدماء، ويتزامن عرض الفيلم مع الذكرى الـ65 لهزيمة هتلر.
ويعلق المخرج، الحاصل على جائزة الأوسكار والسعفة الذهبية لمهرجان كان عام 1994 عن الجزء الأول من الفيلم، قائلا "أتمنى أن يقدر الجمهور بعد مشاهدة الفيلم حجم التضحية والمعاناة التي دفعها الشعب الروسي"، في إشارة إلى ان أحداث الفيلم تدور خلال الأشهر الأولى للغزو النازي.
بلغت تكلفة انتاج الفيلم 55 مليون دولار مما يجعله الأغلى في تاريخ السينما الروسية، ويظهر هذا الجانب في التكلفة الضخمة لتصوير مشاهد المعارك الحربية التي تضمنت العديد من الطائرات المقاتلة والانفجارات العنيفة بمشاركة مجاميع بالآلاف، بخلاف تشييد مواقع تصوير ذات تجهيزات خاصة.
ويؤكد المخرج الروسي أنه "إذا لم نقدم فيلما عظيما فإننا لا يمكن أن نصبح ضمن القوى العظمى في الفن السابع"، موضحا أن التحضير للعمل استغرق منه ثمان سنوات.
وفي النسخة الجديدة من فيلمه الملحمي يقوم ميخالكوف بإعادة تقديم بطلي الجزء الأول الضابط كوتوف وأحد عملاء جهاز الاستخبارات الروسي السابق (KGB). ويشارك في العمل الجديد بالإضافة لهؤلاء ابنة المخرج ناديا ميخالكوفا.
ولد المخرج الروسي العالم نيكيتا ميخالكوف في موسكو 21 أكتوبر/تشرين أول 1945 في أسرة معروفة من المثقفين والمبدعين. فوالده شاعر الأطفال والكاتب الدرامي سيرجي ميخالكوف مؤلف نصي النشيدين الوطنيين للاتحاد السوفيتي وروسيا الاتحادية، وشقيقه الأكبر المخرج السينمائي المعروف أندرون ميخالكوف - كونتشالوفسكي.
درس المسرح في السيتينييات، وتخرج في كلية الإخراج بمعهد السينما عام 1971 على يد المخرج الكبير ميخائيل روم. وأدى أول دور في السينما في عام 1959 ولعب الدورين الكبيرين الأوليين في فيلمي "مغامرات كروش" و "أنا أسير في موسكو".
واشترك في أفلام "سحب فوق بورسك" و "المناداة" و"الخيمة الحمراء" و"الملحمة السيبيرية" و"عش النبلاء" و"ناظر المحطة" و"متكيف مع الغرباء وغريب بين ذويه" و"محطة لشخصين" و"تحليق في المنام واليقظة" و"المنهكون من الشمس" و"حلاق سيبيريا" والكثير غيرها.
وعن رأي النقاد في فيلمه الأخير، كتبت صحيفة (جازيتا روسيا) على موقعها الإلكتروني أن "تغيير الحقيقة في أفلام نيكيتا ميخالكوف، يجعل فيلمه الأخير أشبه بفيلم المخرج الأمريكي كوينتن تارانتينو "الأوغاد الشائنون"، منه إلى الفيلم التاريخي.
كيسنيا لارينا، ناقدة سينمائية روسية تؤكد أن "هذا الفيلم يعتبر أكبر خدعة في تاريخ السينما الروسية، منتقدة بصورة حادة الطابع الأناني في أفلام ميخالكوف، الصديق الشخصي، لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين.
كما ألقى النقاد على المخرج الروسي مسئولية عدم الرد بصورة مقنعة على الكثير من المشكلات التي لا تزال معلقة، بدءا من شخوص العمل نفسه حيث ان المخرج في الجزء الأول قام بوفاتهما، ثم عاد خلال الجزء الثاني لتقديمهما بدون إبداء أسباب.(إفي)