بروكسل، 7 ديسمبر/كانون أول (إفي): قال وزير الخارجية الإسباني ميجل أنخل موراتينوس اليوم الاثنين، أن الجهود الدبلوماسية من أجل التوصل لحل قضية الناشطة الصحراوية أمينة حيدر ستتواصل، في الوقت الذي شدد فيه على متانة العلاقات الإسبانية المغربية، نافيا حدوث أي "سوء فهم" في هذا الصدد.
وفي تصرحات له عقب وصوله إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مساء اليوم، أشار موراتينوس إلى أن إسبانيا تواصل جهودها الدبلوماسية بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومع كل الأطراف الفاعلة التي يمكن أن يكون لها تأثير لحل القضية.
وأوضح وزير الخارجية الإسباني أن الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي وممثل إسبانيا في الاجتماع الوزاري الأوروبي مع المغرب اليوم في بروكسل أعربوا عن قلقهم البالغ إزاء الوضع، كما طالبوا المغرب بالاستجابة لطلب الاتحاد الأوروبي بشأن العمل على إيجاد حل للقضية.
وقال موراتينوس أنه على اتصال يومي دائم بنظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري بشأن هذا الموضوع، مشددا على عمق ومتانة العلاقات بين البلدين، مؤكدا الرغبة في مواصلة العمل المشترك حفاظا على هذا المستوى من العلاقات.
وكان موراتينوس قد عقد اجتماعا مع المتحدثين باسم الكتل البرلمانية في إسبانيا كي يطلعهم على وضع الناشطة الصحراوية أمينة حيدر وآخر تطورات قضيتها، والمساعي التي تبذلها الحكومة للتوصل لحل يسمح لها بالعودة إلى مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية.
من ناحية أخرى طالب نواب من حزب الخضر الكتالوني (ICV) وحزب اليسار المتحد وعدد من الأحزاب الإسبانية الأخرى اليوم الحكومة باستدعاء السفير الإسباني في الرباط للتشاور على خلفية قضية الناشطة الصحراوية أمينة حيدر، التي لا تزال تواصل إضرابها عن الطعام منذ منتصف الشهر الماضي.
واعتبر نواب هذه الأحزاب أنه خطأ من جانب حكومة الزعيم الاشتراكي خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو، "تركيز الضغط على حيدر" موضحين أن "من يجب الضغط عليه في الحقيقة هي الحكومة المغربية" معتبرين أنه من المهم للغاية "اتخاذ خطوة للأمام في هذه القضية" من خلال استدعاء السفير الإسباني في المغرب للتشاور.
ويرى النواب أن موقف حكومة بلادهم حتى هذه اللحظة يعكس التعامل مع القضية بأسلوب "الدبلوماسية الصامتة"، وهو ما لم يحقق النجاح المنشود، ومن ثم طالبوا الحكومة بالقبول علنا بوجود أزمة بين المغرب وإسبانيا.
وقال النواب في مؤتمر صحفي اليوم في برشلونة إنه "من غير المقبول التفريط في حقوق حيدر"، مؤكدين أنه يتعين على الحكومة أن تبذل قصارى جهدها حتى "لا تشهد القضية نهاية مأسوية".
يشار إلى أن السلطات المغربية قامت في 14 من الشهر الماضي بترحيل حيدر إلى مطار لانثاروتى الإسباني ومصادرة جواز سفرها، وذلك بعد عودتها من الولايات المتحدة، حيث تسلمت جائزة الشجاعة المدنية التي تمنحها منظمة (ترين) في مدينة نيويورك.
وكانت الخارجية الإسبانية قد عرضت على حيدر السبت منحها الإقامة وتسهيل زيارة أفراد عائلتها المقيمين في العيون لها، وذلك بعد رفض المغرب منح تصريح للناشطة للعودة إلى منزلها بالعيون على متن طائرة طبية مجهزة.
ورفضت حيدر هذا العرض، مبينة أن الحل الوحيد الذي تقبل به هو العودة إلى ديارها والانضمام إلى أسرتها مجددا، كما قالت إنها ستواصل إضرابها عن الطعام حتى عودتها إلى العيون.
ومن جانبه، أكد رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو الأحد أن حكومة بلاده تبذل قصارى جهدها لحل أزمة حيدر، ولكن مع الحفاظ على العلاقات الجيدة التي تربطها بالمغرب. (إفي)