مكسيكو سيتي، 2 يوليو/تموز (إفي): أظهرت دراسة حديثة أن شعوب ما قبل الاستعمار الإسباني في منطقة أمريكا الوسطى كان تسمح بتعدد الزوجات والجنس الشرجي وحتى الاستغلال الجنسي للأطفال، إلا أنها كانت تضع عقوبات تتضمن بتر الأعضاء أو القتل في حالة الزنا أو أي تعديات أخرى.
وأوضح انريكي بيلا، محرر مجلة (علوم الآثار)المكسيكية أن المستعمرين الإسبان قاموا بـ"التعتيم" على العادات الجنسية لشعوب ما قبل الاستعمار باعتبار أن الاتجاهات الجنسية المتحررة "خطايا"، إلا أن المؤرخين الأولين شرحوا في كتاباتهم جوانب بعض العادات الجنسية التي رأوها مع اكتشاف الأمريكتين.
وتضمن العدد الأخير من المجلة مجموعة من دراسات المتخصصين حول تلك العادات التي تضمنت المثلية في قبائل المايا وشعائر ممارسة العادة السرية في أمريكا الوسطى، والممارسات الجنسية التقليدية في منطقة ميسوأمريكيا أو أمريكا الوسطى حاليا، فضلا عن التجاوزات الجنسية التي كانت قوانين القبيلة تفرض عقوبات عليها.
وذكر بيلا أنه على مدى قرون تم حجب العديد من آثار تلك الثقافات التي تتناول الجنس، عن الجمهور مع الإخفاء التام لها، ومن بينها مجسمات للقضيب العملاق لرجال قبائل "هواستيك" أو "المايا" فضلا عن صور للممارسات المثلية وأخرى ذات تلميحات جنسية.
ورأى أن العادات الجنسية كانت مختلفة من شعب لآخر وهو ما تدلل عليه آثار قبائل "الأزتيك" التي عارضت الانفتاح الجنسي لـ"الهواستيك" و"التوتوناك" اللتين كانتا تسمحان بالجنس الشرجي والاستغلال الجنسي للأطفال، وكذلك كانت تعارض الممارسات الخاصة بقبائل "أوتومي" و"ياكي" والمجموعات التي كانوا يطلقون عليها "شيشيميكا".
وأكد الخبير الأثري أن هذا التحرر الجنسي جاء في كتابات أوائل المؤرخين للاستعمار الإسباني، مشيرا إلى أن بعض القصص التي كانت تتضمن أجزاء أسطورية لـ"فراي برناردينو دي ساجون".
وقال إن إحدى القصص التي أوردها المؤرخ تتناول قصة ولع أميرة من قبائل الـ"تولتيك" ببائع للتوابل من قبائل الـ"هواستيك" التي كانت تميل للتحرر الجنسي والعري.
وتروي القصة أن ابنة زعيم الـ"تولتيك" كانت تتجول في السوق عندما رأت ذلك البائع عاريا وعضوه الذكري مكشوف، وبعد رؤيته دخلت إلى القصر وظلت تحلم بمعاشرته جنسيا حتى أصبحت في حالة مرضية سيئة بسبب تلك الأوهام.
وذكر المؤرخ ساجون أن الأب أمر بالبحث عن ذلك البائع وإحضاره لكي "يعالج ابنته جنسيا" ويتزوج منها.
وهناك قصة أخرى أوردها فرناندو دي ألبا اشتليشوشيتل حول أميرة مكسيكية تم تزويجها بملك "تكسكوكو" وهو ابن زعيم القبائل الأسطوري نيزاوالكويوتل.
وبدأت تلك الأميرة في مطالبة خدمها بإحضار "أي شاب يافع شجاع يرضي ذوقها" سرا لكي تعاشره جنسيا، وبعد تحقيق رغبتها، أمرت بقتله ثم بناء تمثال له وضعته في منزلها.
وفي إحدى المرات فاجئ الملك زوجته وهي تعاشر "ثلاثة من الشباب اليافعين الشجعان" وأمر بقتلها مع عشاقها وكل الخدم الذين قاموا بمساعدتها.
وكشفت الدراسات أن الشعوب الأصلية ما قبل الاستعمار كانت تمارس أيضا المثلية فيما ورد في العديد من شهادات المبشرين وفي كتابات القائد الاستعماري الإسباني ارنان كورتس الذي قاد حملة أدت إلى سقوط امبراطورية الأزتيك، ووقوع مناطق شاشعة تحت حكم إسبانيا.
وقال كورتس في أحد خطاباته "لقد ورد إلى علمنا وتأكدنا من أن جميعهم يمارسون اللواط والجنس الشرجي .. تلك الخطايا الفاحشة المضادة للطبيعة".
وفي قبائل الأزتيك كان يتم التفريق بين المثلي "النشط والسلبي" فمن يقوم بدور الذكر السيادي كان النشط، في حين أن الطرف الآخر الذي يستقبل القضيب أثناء الجماع هو المثلي السلبي لأنه يتعدى على دوره كرجل ويميل إلى الأنوثة.
وفي هذه الحالة كان المثلي السلبي يتعرض لانتزاع أحشائه ثم إشعال النار فيه، في حين أن المثلي النشط كان يدفن وسط الرماد ليموت.
وكان ارتكاب الزنا يعد من التجاوزات الرئيسية لدى تلك الشعوب التاريخية، وتورد المجلة المكسيكية أن كتابات المؤرخين تشير إلى أن العقوبة كانت الإعدام، وأحيانا ما كان يُترك الأمر للزوج المتضرر الذي كان من حقه أن يقضم وينتزع أنف زوجته وعشيقها.
وحول الدعارة، كانت مواقف قبائل ما قبل الاستعمار متناقضة، فكانت المرأة التي تمارسها تتعرض للوصم والرفض الاجتماعي، في حين أن النشاط نفسه كان مباحا ولا تفرض عقوبات ضده.(إفي)