Investing.com - أثار الجدل السياسي المتصاعد حول تورط الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي في فضيحة تتعلق بالعملات الرقمية اهتمامًا كبيرًا بشخصية تعد الأقرب إليه والأكثر نفوذًا في دائرته، ألا وهي شقيقته كارينا ميلي.
وفقًا لتقارير نشرتها صحيفة La Nacion الأرجنتينية وموقع CoinDesk المتخصص في العملات الرقمية يوم الثلاثاء، تفاخر هايدن ديفيس، أحد الأسماء البارزة وراء عملة ليبرا الرقمية، في رسالة نصية لأحد المستثمرين بأنه يدفع أموالًا لكارينا ميلي لضمان تنفيذ الرئيس لأوامره. وكانت عملة ليبرا قد شهدت ارتفاعًا سريعًا ثم انهيارًا حادًا مساء الجمعة بعد أن روج لها ميلي على منصة X (تويتر سابقًا).
وأشارت صحيفة La Nacion في تقريرها يوم الأحد إلى أن كارينا ميلي هي من عقدت الاجتماع الأولي في القصر الرئاسي مع مستشار العملات الرقمية المحلي ماوريسيو نوفيلي، والذي قام لاحقًا بتعريف الرئيس على بعض الأطراف المرتبطة بعملة ليبرا.
لمدة 48 ساعة فقط..اشترك في أفضل خدمة تحليل أسهم وقوائم استثمار بالذكاء الاصطناعي في السوق السعودي والأمريكي..بخصم 50%
فضيحة "ليبرا" تهز الأسواق وتسبب أزمة سياسية لميلي
أدى انهيار عملة ليبرا الرقمية، ومحاولات الحكومة الفاشلة للسيطرة على تداعيات الفضيحة، إلى اندلاع أكبر أزمة سياسية يواجهها ميلي منذ توليه الرئاسة.
في البداية، أثار الانهيار غضب عدد كبير من المستثمرين، ثم امتد تأثيره إلى الأسواق المالية. فقد شهدت الأصول الأرجنتينية تقلبات حادة يوم الثلاثاء، حيث تراجعت السندات السيادية بشكل أسوأ من نظيراتها في الأسواق الناشئة. ومع ذلك، قفزت البورصة الأرجنتينية بنسبة 6% بعد انخفاضها بنفس النسبة في اليوم السابق.
وفي ظل تصاعد الجدل، وجه أحد مستشاري كارينا ميلي طلب بلومبرغ للتعليق إلى المتحدث الرسمي باسم ميلي، لكنه رفض الإدلاء بأي تصريحات حول التقارير الإخبارية.
وفي مقابلة مع Barstool Sports يوم الاثنين، اعترف هايدن ديفيس بأنه حقق مكاسب مالية من مشروع ليبرا، وأنه يبحث عن سبل لتعويض المستثمرين. ووصف المشكلة بأنها كانت "إطلاقًا فاشلًا" للمشروع.
وأكد ديفيس أنه يعتقد بشدة أن ميلي ليس فاسدًا، لكنه أشار إلى أن الأموال الناتجة عن العملة الرقمية ذهبت إلى أشخاص من داخل فريق الرئيس، أو إلى أفراد اعتقد أنهم مرتبطون به.
أما ميلي، فقد أنكر بشدة معرفته بأن ترويجه للعملة قد يؤدي إلى خسائر سريعة للمستثمرين غير المدركين للمخاطر.
تباطؤ التضخم في الأرجنتين تحت قيادة ميلي
يواجه ميلي خطر العزل على الرغم من نجاحاته الاقتصادية منذ توليه المنصب، حيث كان آخر هذه الإنجازات انخفاض معدل التضخم في أكبر دولة مقترضة من صندوق النقد الدولي لأدنى مستوياته منذ تولي ميلي الرئاسة، إذ تراجع معدل التضخم السنوي إلى أقل من 100% لأول مرة منذ عامين.
ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 2.2% في يناير، مقارنة بمتوسط التوقعات البالغ 2.3%، وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2020. كما تراجع التضخم السنوي إلى 84.5% وفقًا للبيانات الحكومية الصادرة يوم الخميس.
منذ أن بلغ التضخم الشهري ذروته عند 25.5% في ديسمبر 2023، عمل ميلي على خفض الإنفاق الحكومي الضخم وإلغاء بعض الضرائب. كما قام بإدارة تخفيض العملة بشكل محسوب، بعد الخفض الحاد لقيمة البيزو في ديسمبر 2023، بهدف تقليل أثره على الأسعار.
في يناير، ألغى ميلي ضريبة أساسية على مشتريات الدولار الأميركي، مما خفف الضغط على أسعار السلع والخدمات المستوردة. كما خفضت الحكومة هذا الشهر وتيرة تراجع البيزو من 2% شهريًا إلى 1%، وهو ما اعتبره بعض الاقتصاديين عاملاً أساسيًا في استقرار بعض الأسعار.
كما خفض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 300 نقطة أساس لتصل إلى 29% في 30 يناير، بعد أن كانت 133% عند تولي ميلي منصبه، مما يعكس انخفاض التوقعات التضخمية.
من جانبه، قال وزير الاقتصاد لويس كابوتو في مقابلة حديثة إنه يأمل أن ينخفض معدل التضخم الشهري إلى أقل من 2% بدءًا من فبراير، عقب تعديل سعر الصرف الرسمي. ويعتبر انخفاض التضخم أحد العوامل الرئيسية التي تدعم شعبية ميلي المستمرة.
وتوقع الاقتصاديون الذين استطلعت البنك المركزي الأرجنتيني آراءهم أن يتراجع التضخم السنوي إلى 23% هذا العام، بينما تتوقع الحكومة أن يبلغ 18% في ميزانية عام 2025.
روايات متضاربة بين ميلي وديفيس
رغم اتفاق الطرفين على أن ميلي التقى ديفيس أكثر من مرة في بوينس آيرس، إلا أن الجانب الأرجنتيني قلل من أهمية العلاقة بينهما، ونفى أن يكون لديفيس أي ارتباط بالحكومة. في المقابل، وصف ديفيس نفسه بأنه مستشار للرئيس كان يعمل معه على مشروع "التوكنية".
وقد زادت الفضيحة تعقيدًا مساء الاثنين، عندما بثت قناة Todo Noticias الأرجنتينية بالخطأ لحظة مسربة عبر ميكروفون مفتوح، ظهر فيها الصحفي جوناتان فيالي وهو يسمح لمستشار ميلي، سانتياغو كابوتو، بالتدخل لحذف سؤال من المقابلة. أدت هذه الحادثة إلى تفاقم الجدل وزيادة الغضب تجاه الرئيس.
كارينا ميلي: مستشارة الرئيس الأكثر نفوذًا
تحولت كارينا ميلي، التي تشغل منصب الأمين العام للرئاسة، إلى أقوى مستشاري الرئيس، حيث ترافقه في لقاءاته مع قادة العالم مثل دونالد ترامب، وتلعب دورًا محوريًا في الضغط لتمرير الإصلاحات في الكونغرس.
على عكس شقيقها الذي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة، تفضل كارينا ميلي الابتعاد عن الأضواء، ونادرًا ما تتحدث علنًا باستثناء تجمعات الحملات الانتخابية.
ومن المقرر أن يصل الرئيس ميلي وشقيقته إلى واشنطن يوم الخميس، حيث قد يجتمعان مع ترامب على هامش حدث سياسي للمحافظين.
إلى جانب دورها كمستشارة، تعد كارينا ميلي الحارس الشخصي السياسي للرئيس، حيث يتكرر داخل الدائرة المقربة من ميلي القول: "تحدث إلى كاري" عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى الرئيس.
استفد من البيانات الحصرية المتاحة عبر إنفستنغ برو وقيم استثماراتك المختلفة سواء في الأسواق العربية أو العالمية. اشترك الآن من هنا