Investing.com - قررت المحكمة التركية سجن عمدة إسطنبول، إكرم إمام أوغلو، يوم الأحد في انتظار محاكمته بتهم الفساد الموجهة إليه حسب وسائل الإعلام التركية الرسمية. ومن المتوقع أن تثير هذه الخطوة ضد إحدى أبرز الأعداء السياسين لرجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، احتجاجات قوية ضد حكومة الرئيس التركي.
شهد الدولار ليرة USDTRY تقلبات عنيفة في الأسبوع الماضي حيث هبطت الليرة بعنف مقابل الدولار ليرتفع زوج الدولار ليرة من 36.6 إلى 41.2 ليرة للدولار في قمة قياسية قبل أن يتم احتواء الأوضاع وتدخل المركزي التركي بقرارات حاسمة لحماية العملة وهو ما ساعد في تراجع زوج الدولار ليرة إلى 37.38 ليرة للدولار
سجن أوغلو والتداعيات في تركيا
جاء قرار سجن إمام أوغلو، الخصم السياسي الرئيسي لأردوغان، بعد أن انتقدت الأحزاب التركية الرئيسية المعارضة وقادة أوروبيون وعشرات الآلاف من المحتجين الإجراءات المتخذة ضده بأنها مسيسة سياسيًا وغير ديمقراطية.
أعلنت المحكمة أن إمام أوغلو، البالغ من العمر 54 عامًا، وآخرين يتجاوز عددهم الـ 20 شخصًا، تم سجنهم ضمن تحقيق بشأن الفساد، وهو أحد التحقيقات الثلاث التي تم فتحها ضده الأسبوع الماضي.
وبعد توجيه التهم لإمام أوغلو لا يزال من غير الدستوري تعيين موظف موكل لإدارة أكبر مدينة في البلاد. ويسبق إمام أوغلو أردوغان في بعض الاستطلاعات، وقد نفى التهم، ووصفها بأنها "اتهامات وأفكار مغلوطة لا تُتصور".
كما في يوم الأحد، كان أعضاء الحزب الجمهوري الشعبي (CHP)، المعارض الرئيسي لتحالف حكم أردوغان، وغيرهم يصوتون لاختيار إمام أوغلو كمرشح للحزب للانتخابات الرئاسية القادمة.
لا توجد انتخابات عامة مقررة حتى عام 2028. لكن إذا كان أردوغان، الذي قاد تركيا لمدة 22 عامًا، سيترشح مرة أخرى، ستحتاج البرلمان إلى دعم انتخابات مبكرة حيث سيصل الرئيس إلى حده القصوى بحلول تلك الفترة.
أعرب عمدة أنقرة، منصور يافش، وهو أيضًا من الحزب الجمهوري الشعبي، للصحفيين يوم الأحد عن أن سجن إمام أوغلو هو عار على النظام القضائي.
تنفي الحكومة أن التحقيقات تكون مدفوعة بدوافع سياسية وتقول إن المحاكم مستقلة. وقد حذرت من الاحتجاجات، خاصة بعد تمديد حظر التجمعات في الشوارع في جميع أنحاء البلاد يوم السبت لأربعة أيام إضافية.
في يوم السبت، اجتمع الآلاف خارج مبنى بلدية إسطنبول والمحكمة الرئيسية، وكانت هناك مئات من قوات الشرطة موجودة في كلا الموقعين تستخدم الغاز المسيل للدموع والرذاذ الفلفل لتفريق المحتجين، بينما كان الجمهور يرمي بالمفرقعات وأشياء أخرى عليهم.
على الرغم من أن معظم المظاهرات كانت سلمية، فقد تصادم المحتجون أيضًا مع الشرطة في مقاطعة إزمير الساحلية الغربية وعاصمة أنقرة لليلة ثالثة على التوالي، حيث أطلقت الشرطة مدافع المياه على الحشود.
أعلن وزير الداخلية علي يرليكايا في ساعات صباح يوم الأحد أن السلطات التركية اعتقلت 323 شخصًا خلال الاحتجاجات على التحقيق.
تدخلات مالية لاحتواء تقلبات العملة
كشف مسؤول في البنك المركزي لوكالة بلومبرغ أن البنوك باعت ما يصل إلى 9 مليارات دولار للحد من تقلبات العملة في وقت سابق من الأسبوع. كما أقدم صناع السياسات على رفع مفاجئ لسعر الفائدة على الإقراض الليلي يوم الخميس. وقال اقتصاديون في غولدمان ساكس (NYSE:GS) (Goldman Sachs) إن هذه الخطوة تهدف إلى احتواء تدفق الأموال من الودائع بالليرة التركية.
في غضون ذلك، خرج متظاهرون إلى الشوارع منذ اعتقال عمدة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وهو المنافس الأبرز للرئيس رجب طيب أردوغان. ويراقب المستثمرون عن كثب ما إذا كانت الاحتجاجات ستتصاعد خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث يعتزم حزب المعارضة الرئيسي تنظيم المزيد من التجمعات مساء الجمعة.
وصف توفان كومرت، استراتيجي الأسواق الناشئة في بي بي (LON:BP) في إيه (BBVA) في لندن، الاضطرابات في الأسواق بأنها ناتجة عن مخاطر سياسية محلية بحتة.