واشنطن تؤكد وبكين تنكر: حرب كلامية تشتعل وسط اتهامات متبادلة وتضارب الروايات

تم النشر 29/04/2025, 10:31
© Reuters.

Investing.com - نفت الصين مجددًا مساء يوم الإثنين، أنها تجري محادثات لحل حرب الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، وذلك بعد سلسلة من التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبعض مساعديه، والتي توحي بأن هناك مفاوضات تجارية جارية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جياكون (Guo Jiakun) خلال مؤتمر صحفي: "دعوني أوضح مرة أخرى أن الصين والولايات المتحدة ليستا منخرطتين في أي مشاورات أو مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية".

كما بدا أن جياكون رفض أيضًا مزاعم ترامب، التي أطلقها في مقابلة مع مجلة "تايم" الأسبوع الماضي، والتي قال فيها إن الرئيس الصيني شي جين بينغ اتصل به هاتفيًا.

وقال المتحدث الصيني: "بحسب ما أعلمه، لم تحدث أي مكالمات هاتفية بين الرئيسين مؤخرًا".

رفض صيني للتراجع أمام رسوم ترامب

يأتي هذا النفي الصريح متسقًا مع موقف بكين المتشدد حيال الرسوم الجمركية الأمريكية الضخمة التي تبلغ 145% على الواردات الصينية، وتعد الصين من أكبر مورّدي البضائع إلى الولايات المتحدة.

في المقابل، يصر مسؤولو إدارة ترامب، ومن بينهم وزير الخزانة سكوت بيسنت، على أن الولايات المتحدة في وضع أفضل يمكنها من الفوز في حرب تجارية مقارنة بالصين.

لكن رجال الأعمال الأمريكيين والمحللين الاقتصاديين يحذرون من أن الحظر التجاري الفعلي مع الصين قد يؤدي قريبًا إلى تداعيات اقتصادية كبيرة، منها ارتفاع الأسعار، ونقص المنتجات، وإغلاق المتاجر.

تباين المواقف داخل الإدارة الأمريكية

وفي ظل هذه الخلفية، ومع إعلان ترامب مؤخرًا أن إدارته ستنتهي من صياغة اتفاقيات تجارية جديدة مع عدد من الدول خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع، أعرب بعض المسؤولين الأمريكيين عن انفتاح أكبر تجاه الحوار مع بكين.

وقالت وزيرة الزراعة الأمريكية بروك رولينز، يوم الأحد عبر قناة "سي إن إن": "نحن في محادثات يومية مع الصين".

وعندما قيل لها إن الصين تنفي ذلك، ردّت قائلة: "حسنًا، وفقًا لفريقنا في واشنطن، هناك محادثات جارية بشأن العديد من السلع التجارية التي تدخل وتخرج من البلدين".

وأضافت: "الخلاصة فيما يخص الصين هي كالتالي: هم يحتاجون إلينا أكثر مما نحتاج إليهم".

الإدارة الأمريكية تؤكد استمرار الحوار رغم النفي الصيني

وعندما سُئل وزير الخزانة سكوت بيسنت يوم الأحد عن سبب نفي الصين لوجود مفاوضات، أجاب: "أعتقد أنهم يخاطبون جمهورًا مختلفًا".

وعند الضغط عليه لتوضيح ما إذا كانت المحادثات تحدث بالفعل، قال: "لدينا عملية قائمة. وأكرر، أعتقد أن هذه الرسوم الصينية غير قابلة للاستمرار".

وكان بيسنت قد توقع الأسبوع الماضي أن يحدث "خفض للتصعيد" مع الصين في "المستقبل القريب جدًا".

تفاؤل أمريكي بإمكانية تجنب نقص البضائع

وفي مداخلة صباح يوم الإثنين عبر قناة "فوكس نيوز"، أشار بيسنت إلى هذا الخفض المتوقع للتصعيد كمبرر لعدم شعوره بالقلق من احتمال مواجهة المستهلكين الأمريكيين رفوفًا فارغة في المتاجر.

وقال: "في الوقت الحالي، لا أشعر بالقلق حيال ذلك". وأضاف: "لدينا بعض كبار تجار التجزئة، وأفترض أنهم قاموا بالطلبيات مسبقًا. أعتقد أننا سنشهد بعض المرونة، وسنشهد بدائل، ثم سنرى مدى سرعة رغبة الصين في خفض التصعيد".

وفي مقابلة منفصلة صباح الإثنين عبر برنامج "Squawk Box" على قناة "سي إن بي سي"، حمّل بيسنت الصين مسؤولية خفض التصعيد، مع تأكيده في الوقت ذاته أنه لن يتفاوض عبر وسائل الإعلام.

الصين تشترط إلغاء الرسوم الأحادية لإنهاء الأزمة

من جهتها، ما تزال الصين تطالب بإلغاء الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب، والذي يعتبر هذه الرسوم أداة تفاوضية فعالة ومصدرًا لإيرادات الدولة.

وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية الأسبوع الماضي: "إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقًا حل المشكلة... فعليها أن تلغي جميع الإجراءات الأحادية ضد الصين".

وجاء هذا الرد مباشرة على مزاعم ترامب يوم الخميس، والتي قال فيها إن مسؤولين أمريكيين وصينيين "عقدوا اجتماعًا هذا الصباح".

وأضاف ترامب أمام الصحفيين: "نحن نجري اجتماعات مع الصين"، لكنه امتنع عن تحديد من الذي يجتمع مع من.

وفي اليوم السابق، صرّح ترامب بأن المسؤولين الأمريكيين "يتحدثون بنشاط" مع الصين.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.