Investing.com - بالرغم من دعوات الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" المستمرة لتحويل العملات الأجنبية إلى الليرة التركية، كشفت البيانات الصادرة عن البنك المركزي التركي أمس الخميس، ارتفاع الودائع بالعملة الأجنبية التي يمتلكها المستثمرون المحليون في تركيا إلى 159.9 مليار دولار خلال أسبوع واحد – حتى العاشر من شهر أغسطس- حيث كانت قيمتها خلال الأسبوع الماضي 158.6 مليار دولار، أي ارتفعت بنحو 1.3 مليار دولار.
وكان الرئيس التركي قد دعا في وقت سابق من الشهر الجاري، الشعب التركي إلى تحويل ما يمتلكون من العملة الصعبة والذهب إلى الليرة التركية، وذلك من أجل دعم العملة المحلية المنهارة، والتي بلغت مستوى قياسي من الانخفاض مقابل الدولار الأمريكي، حيث فقدت حوالي 40% من قيمتها منذ بداية هذا العام.
لعدة أسباب مختلفة، لعل من أبرزها الأزمة الدبلوماسية القائمة بين أنقرة وواشنطن، بسبب رفض أنقرة الإفراج عن القس الأمريكي المتهم بالجاسوسية، يعاني الاقتصاد التركي منذ عدة أشهر من تدهور حاد، وتشهد الليرة التركية تراجع غير مسبوق، لا نعرف حتى الآن متى ينتهي.
ومن أسباب هذا التراجع الحاد أيضًا، خطاب الرئيس "أردوغان" التي أعلن فيه عن نيته التدخل في سياسات البنك المركزي التركي، ورفضه التام لزيادة أسعار الفائدة، الأمر الذي جعل الخوف والقلق يزداد في نفوس المستثمرين، إلى جانب قراره بتعيين صهره "براءت ألبيرق" وزيرا للمالية، مما جعل الشكوك والتساؤلات تزداد، حول رغبة أردوغان في أن يصبح رجل الاقتصاد الأول بتركيا.
وقد أعلن البنك المركزي التركي، أنه سيتخذ كافة الإجراءات اللازمة لإنعاش الاقتصاد، ووقف نزيف الليرة التركية، ولتقليص خسائرها أمام الدولار الأمريكي، كما أعلنت الحكومة أنها ستبحث عن حلول فورية وعاجلة لمواجهة هذه الأزمة الضخمة.
وبالفعل، أعلنت الحكومة التركية أول أمس الأربعاء، أن دولة قطر تعهدت باستثمار 15 مليار دولار في تركيا، وأن وزير المالية سيعقد مؤتمر عبر الهاتف من أجل طمأنة المستثمرين، الأمر الذي دفع الليرة لتقليص خسائرها أمام الدولار، حيث ارتفعت بنحو 3% أمس الخميس، متجاهلة كافة التصريحات الأمريكية التي تشير إلى استبعاد إلغاء رسوم واردات الصلب من تركيا، حتى إذا أطلقت أنقرة سراح القس الأمريكي.