investing.com - أعلن العديد من قادة القطاع المالي حضور مؤتمر استثماري ضخم في المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل، ولكن وراء الكواليس مازال صانعي الصفقات يشعرون بالقلق إزاء الاستثمار في المملكة.
وخطط كبار المصرفيين من بنوك "اتش اس بي سي"، "سوسيته جنرال" و"كريدي سويس جروب" لحضور المؤتمر الاستثماري الذي أطلق عليه "دافوس في الصحراء"، على الرغم من إعلان الرؤساء التنفيذيين للثلاث بنوك عدم مشاركتهم.
ومن المقرر أن ينعقد هذا المؤتمر في الرياض وأن يرتبط بالمنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس بسويسرا بسبب الحضور رفيع المستوى المتوقع.
وبالنسبة لشركات وول ستريت مثل "مورغان ستانلي" و"سيتي جروب" فلم يعلنوا عن نواياهم بعد، إلا أن أشخاص مطلعين على المصرفيين توقعوا أن يتم إرسال مسؤولين تنفيذين للمشاركة في المؤتمر.
وكان المؤتمر، الذي كان من المتوقع أن يكون فرصة للإعلان عن مشاريع استثمارية جديدة وعقود بمليارات الدولارات، قد طغى عليه اختفاء الصحفي السعودي المنشق عن النظام جمال خاشقجي، مما وضع ملايين من الدولارات التي قد تدخل السعودية على مدار السنوات القادمة على المحك في الوقت الذي تعيد فيه السعودية تنظيم اقتصادها بعيدا عن اعتمادها على النفط.
وفي الوقت نفسه، يسعى المقرضون الدوليون الحصول على التراخيص في أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، وإدارة أموال العائلات السعودية شديدة الثراء.
وتعليقا على الوضع الحالي، قال الاقتصادي المتخصص في الأسواق الناشئة بشركة "كابيتال إيكونوميكس"، جيسون تواي، إن البنوك تعتقد أن الصفقات المحتملة المعروضة والمرتبطة بحضور المؤتمر الاستثماري تفوق أي مخاطر تتعلق بقضية خاشقجي، وأن كثيرون سيحرصون على ضمان الحفاظ على علاقات وثيقة مع السعودية.
ومن جهة أخرى، يشعر الأشخاص العاملين في الشرق الأوسط أن الانسحاب من حضور المؤتمر يضر بعلاقات العملاء المربحة في منطقة تتم فيها مكافأة الولاء في الأوقات الصعبة، خاصة وأن هناك العديد من البنوك الدولية تأمل في الحصول على تفويض من شركة النفط السعودية العملاقة "أرامكو"، والتي قد تكون أكبر عملية طرح عام أولي على الإطلاق.
وأوضح المتخصصين في المنطقة أنه ينبغي على السعودية أن توفر للبنوك اجتماعات رفيعة المستوى مع وزراء الحكومة ومع ولي العهد السعودي أثناء المؤتمر الاستثماري لتشجيعهم على الاستثمار في المملكة وطمأنتهم.
هذا وتعد المحافظة على العلاقات مع السعودية أمرا حيويا لبنوك مثل "اتش اس بي سي"، الذي يعتبر أحد البنوك الدولية الأكثر نشاطا في المملكة، وكان مستشارا كبيرا للاكتتابات العامة منذ عام 2010، وفقا للبيانات التي نشرتها صحيفة "بلومبرغ".