- Investing.com منذ حوالي عام، أعلن "ويليام بلامر" مدير قسم العلاقات العام والحكومية لدى شركة "هواوي" في الولايات المتحدة استقالته، تزامنًا مع تعرض الشركة الصينية لهجوم شديد ليس في الولايات المتحدة فقط بل في بعض الدول الغربية أيضًا.
وجهت الحكومية الأمريكية اتهامات للشركة بأنها تستخدم منتجاتها في التجسس، وبسرقة أسرار تجارية، ولكن "رين تشينج" مؤسس "هواوي" نفى كل هذه الاتهامات، وأكد على أن الولايات المتحدة لا يمكنها سحق "هواوي"، قائلًا: لو انطفأ النور من الغرب، سيظل الشرق مشرقًا، في إشارة منه إلى أن الولايات المتحدة لا تمثل العالم كله.
وقد جاءت تصريحات تشينج" قبيل المؤتمر العالمي للجوال، الذي يعد أكبر ملتقى سنوي يتعلق بالصناعة، والذي تشارك فيه "هواوي" لعرض أحدث منتجاتها، وقد جاءت هذه الرسالة في توقيت خاطئ، حيث يرى المحللون أن هذا لم يكن الوقت المناسب، لأن النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة مازال قائمًا.
على الرغم من التوقعات التي تشير إلى توقيع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على أمر تنفيذي بحظر الشركات في بلاده من شراء أي مكونات من "هواوي" إلا أن التغريدات التي ينشرها في الفترة الأخيرة ربما تهدأ الأمور.
ونشر "ترامب" على حسابه الشخصي على موقع "تويتر"، أنه لا يجب على الولايات المتحدة حظر أي شركات من تطوير التكنولوجيا، ويجب على الشركات الأمريكية أن تتفوق عن طريق المنافسة لا عن طريق حظر الآخرين، مطالبًا الشركات الأمريكية بتطوير شبكة الجيل الخامس "5G" بل وتطوير شبكة الجيل السادس "6G".
ولكن المشكلة ليست في أمريكا وحدها، بل في بعض الدول الغربية، خاصة أن الولايات المتحدة تضغط بشكل قوي على حلفائها مثل استراليا والمملكة المتحدة لحظر أعمال "هواوي" لأسباب أمنية، وقد ظهر الضغط الأمريكي بشكل واضح عندما قامت السلطات الكندية باعتقال "مينج وانتشو" ابنة مؤسس "هواوي" والمدير المالية للشركة، بتهم جنائية وطلبت واشنطن بتسليمها، على خلفية اتهامها بخرق عقوبات دولية ضد إيران.
وقد تفاقمت الأزمة بالنسبة لـ "هواوي" نتيجة سوء إدارة الأزمة وعدم وجود استراتيجية جيدة في إدارة وتحسين صورتها، ويرى متخصصون في العلاقات العامة، أن حتى الشركات التي فوضتها لإدارة الأزمة منذ تسعينيات القرن الماضي لم تفلح.
ويرى "بلامر" أن الشركة الصينية كانت تناور في التعامل مع الحكومات والمستشارين والشركات التي تفوضها لإدارة أي أزمة، فكانت تأخذ النصيحة لكن لا تعمل بها، بسبب عدم الثقة في أطراف غير صينية، ومن بين الشركات التي فوضتها "هواوي" لإدارة أزمة العلاقات العامة مع الغرب، شركة "كوهين جروب" التي تحدثت مع مسؤولي الاستخبارات الأمريكية حول كيفية تهدئة مخاوفهم الأمنية بشأن منتجات وأعمال الشركة الصينية.
وصرح أحد المسؤولين بـ "كوهين جروب" بأن "هواوي" ضيعت الكثير من الفرص لإعادة بناء الثقة مع الغرب، بل إنها قطعت أي خيط ثقة كان ممدودًا، لافتًا إلى أن الأزمة قد تفاقمت بعد تصريحات مؤسس الشركة بشأن تدعيم تواجدها في الشرق بعيدًا عن الغرب.
وعلى الرغم من نفي "هواوي" كل الاتهامات التي وجهت لها، إلا أن الفجوة قد ازدادت، ولم تفلح كل محاولات العلاقات العامة في تحسين صورتها وإعادة بناء الثقة مع الغرب، وربما كانت الشركة ذو حظ شئ لتزامن الأزمة مع الحرب التجارية المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين.
ومن جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم "هواوي" أن الشركة ستواصل تفسير أعمالها للآخرين، من أجل تهدئة مخاوفهم، كما ستسعى لتحقيق التواصل بين البشر وتطوير التكنولوجيا، فيما طالب أحد المسؤولين بالشركة قسم العلاقات العامة في "هواوي" بالعمل بشكل أفضل للتعريف بالشركة.
ورغم كل الخطوات التي تتخذها الشركات حاليًا، إلا أن "بلامر" يرى أنه فات الأوان لإنقاذ الموقف من خلال التصريحات، فـ "هواوي" صارت بحاجة إلى خطوات أكبر مثل عقد اتفاق أمني مع الحكومة الأمريكية والدول الغربية، كالسماح بوجود مسؤولين أمريكيين داخل الشركة لمراقبة ومتابعة أعمالها.