مدريد، أول أبريل/نيسان (إفي): يبدو أن دراما الخلاف بين البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد الإسباني وقائد فريقه وحارس مرماه إيكر كاسياس ستشهد مزيدا من الفصول مستقبلا، وذلك بعد أن أوصد الباب امام عودة الاخير لعرينه في ظل تألق الوافد دييجو لوبيز.
ورغم اكتمال شفاء كاسياس، الا أن مورينيو اعترف بأن من غير المنطقي أن يطيح بدييجو لوبيز من التشكيل الأساسي في ظل تألقه اللافت للانظار منذ عودته للنادي الملكي في انتقالات الشتاء، وخاصة في المعارك الكبرى امام برشلونة ومانشستر يونايتد الإنجليزي.
حتى أن السير أليكس فيرجسون المدرب التاريخي للـ"شياطين الحمر" اعترف بأن لوبيز قام بعدة تصديات في مواجهتي ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لم يكن ليقوم بها كاسياس نفسه.
وبات في حكم المؤكد أن كاسياس سيظل بديلا لدييجو لوبيز حتى نهاية الموسم على أقل تقدير، وسيكون غائبا عن مرحلة الحسم النهائية، وسط تباين كبير في آراء عشاق الفريق الأبيض، حيث يعتبر البعض أنه من الظلم أن يخرج دييجو لوبيز من تشكيل الـ11 في ظل هذا المردود المبهر، فيما يرى آخرون أن (المدرب الأوحد) عاد لينتقم من (القديس).
كان الفصل الأول من الخلاف قد بدأ بإجلاس مورينيو لكاسياس على مقاعد البدلاء للمرة الأولى منذ 10 اعوام خلال مباراة مالاجا بآخر جولات دوري الليجا في 2012 ، متعللا بأنه "قرار فني".
وتجرأ مورينيو على الدفع بالبديل أنطونيو أدان الماكث على مقاعد الاحتياط لسنوات طويلة، مفصحا امام الملأ بأن "مستواه أفضل من كاسياس".
لكن تذبذب مستوى أدان دفع الجميع لانتقاد مورينيو، بل قامت جماهير سانتياجو برنابيو بإطلاق صافرات استهجان ضده لـ"إهانته للرمز"، غير أن مورينيو ظل متمسكا بقراره، معتبرا أن "الرمز هو النادي، ومصلحته فوق أي لاعب مهما كان".
وتعامل كاسياس مع الأمر باحترافية شديدة، فلم يطلق أي تصريحا معاديا لمدربه، مظهرا احتراما شديدا لقراره.
واستعاد إيكر موقعه مستغلا طرد أدان بعد ست دقائق من انطلاق مباراة ريال سوسييداد في أول جولة في ليجا 2013 (4-3)، ليعود أساسيا في ما تلتها من مباريات، حتى تعرض لإصابة من "نيران صديقة" امام فالنسيا في كأس الملك، حيث أصابه زميله الظهير الأيمن ألبارو أربيلوا بكسر في إصبع اليد اليسرى عن طريق الخطأ، وهي الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لنحو شهرين.
وبشكل مفاجئ، تعاقدت إدارة فلورنتينو بيريز في انتقالات الشتاء مع دييجو لوبيز من إشبيلية، فهو أحد أبناء النادي وتألق مع فياريال قبل أن يجلس احتياطيا في الفريق الأندلسي.
لكن لوبيز بشكل سريع أثبت جدارته بنيل تلك الثقة، ولم يظهر فقط تفوقه على أدان، بل أقنع بإمكانية مناطحته كاسياس نفسه على عرشه.
وحاول مورينيو إعادة الود والهيبة لكاسياس بعد أن استدعاه لرحلة أولد ترافورد للرفع من معنويات زملائه، كما كلفه بالظهور في المؤتمر الصحفي عشية الصدام بالمانيو في لفتة طيبة.
ولعل السبب الحقيقي وراء تلك العلاقة المتوترة بين مدرب الفريق وقائده لا يزال مبهما، مما أفسح المجال للصحافة الإسبانية لإطلاق الشائعات والتكهنات في كل يوم.
ومن أبرز تلك الأسباب الشائعة، غضب مورينيو من الحارس بسبب اتصال هاتفي أجراه لتشافي هرنانديز نجم برشلونة لإعادة الود بين الغريمين بعد واقعة اعتداء مورينيو على تيتو فيلانوفا، مدرب البرسا الحالي ومساعد بيب جوارديولا السابق، في مباراة السوبر المحلي صيف 2011.
غير أن المدرب علق على ذلك للصحافة قائلا "بإمكان كاسياس التحدث هاتفيا مع من يشاء..هذا لا يعنيني".
ومن بين الاسباب الاخرى الشائعة هو تسريب كاسياس لاسرار وكواليس غرف الملابس لرفيقته العاطفية المذيعة سارة كاربونيرو، أو لخلافه مع مدرب الحراس سيلفنيو لورو، الصديق المقرب لمورينيو، لكن الأرجح أن السبب الحقيقي سيظل غامضا ودفينا حتى يغادر أحدهما بوابة النادي الملكي. (إفي)