حذرت منظمة الصحة العالمية (WHO) من أن العالم في طريقه لمواجهة أزمة حادة بسبب المضادات الحيوية قد تؤدي إلى "إنهاء عصر الطب الحديث".
صرحت منظمة الصحة العالمية أن العالم يدخل عصرا جديدا يخوض فيه المرء مغامرة عند دخوله المستشفى بينما تصبح العمليات الجراحية الروتينية تشكل خطورة كبيرة على حياة المريض.
سبب هذه الأزمة ناجم بشكل مباشر من الارتفاع المستمر لمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، مما سيجعلها غير فعالة، أشارت منظمة الصحة العالمية.
"كل مضاد حيوي تم ابتكاره حتى الآن مهدد ليصبح عديم الفائدة"، قالت مارغريت تشان، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.
هذا يعني أن الأمراض الشائعة قد تتحول إلى أمراض قاتلة، مما سيؤدي إلى "إنهاء عصر الطب الحديث كما نعرفه".
في أوروبا، و أماكن أخرى في العالم، بدأت الميكروبات تبني مقاومة سريعة ضد المضادات الحيوية. "لقد خسرنا خط الدفاع الأول مع الميكروبات المقاومة"، أضافت تشان.
في بريطانيا على سبيل المثال هنالك ارتفاع بنسبة 30% في عدد حالات تسمم الدم الناجم عن البكتيريا القولونية ما بين عامي 2005 و 2009.
الكاربابينيمات مثلا من أقوى المضادات الحيوية التي يستخدمها الأطباء و الخيار الأخير لمعالجة الالتهابات المقاومة للعلاجات الأخرى.
إلا أنه في عام 2009 اكتشف الأطباء للمرة الأولى سلالة جديدة من البكتيريا القولونية المقاومة للكاربابينيمات في اليونان. و بعد عام، في 2010، كانت هذه البكتيريا قد انتشرت إلى ايطاليا و النمسا و فبرص و هنجاريا.
هذه المقاومة تجعل من أمراض مثل السل، التي كانت قابلة للعلاج، صعبة و مكلفة. "العلاجات البديلة أكثر تكلفة و أكثر سمية و تحتاج إلى فترات أطول للعلاج، و يجب البقاء في وحدات العناية المركزة"، أضافت تشان.
في الآونة الأخيرة ارتفع معدل الوفيات بنحو 50% بين المرضى المصابين بالأمراض الناجمة عن الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية.
"بعض العمليات الجراحية الصعبة مثل زرع الأعضاء أو العلاج الكيميائي للسرطان ستصبح أكثر صعوبة و مرتفعة الخطورة"، قالت تشان.
حل هذه المشكلة يكمن في تطوير مضادات حيوية جديدة، لكن بما أن صانعي الأدوية لا يجدون الأدوية المستخدمة في العلاجات قصيرة المدى "مجدية مادية" فإنها تحاول تجنب تطويرها، مما سيجعل من الصعب تجنب الكارثة في وقت لاحق.
"إذا قمت بتطوير دواء جديد لخفض الكولسترول، فإن المرضى سيقومون بشراءه لبقية حياتهم، أما فترة العلاج بالمضادات الحيوية فتستغرق ما بين أسبوع إلى 10 أيام فقط"، أضافت تشان.
في الوقت الراهن و للحد من مخاطر الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية يجب: استخدام المضادات الحيوية بشكل مناسب و عند الحاجة فقط، إتباع العلاج بالشكل صحيح و الحد من استخدام المضادات الحيوية في إنتاج الأغذية لأغراض علاجية".