برشلونة، 19 سبتمبر/أيلول (إفي): حذر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل جارثيا مارجايو اليوم الأربعاء مما وصفه بخطر صعود الإسلام الراديكالي في بعض الدول العربية المطلة على البحر المتوسط.
وأكد مارجايو خلال مؤتمر في برشلونة نظمه المعهد الاوروبي للدراسات المتوسطية، أن الوضع في سوريا ودول عربية أخرى أصبح أسوأ مما كان عليه منذ شهرين، معربا عن قلقه من خروج بعض عمليات التحول الديمقراطي في الدول العربية عن مسارها.
وشدد في هذا الإطار على ضرورة إيجاد "مخرج فعال"، مشيرا إلى أن الحكومة الاسبانية تسعى لأن يكون الاتحاد من أجل المتوسط، ومقره في برشلونة، بمثابة "القناة الوحيدة والحصرية" للمبادرات الأوروبية المختلفة في المنطقة.
وأكد على ضرورة إقامة منطقة يسودها "الامن والاستقرار في الجنوب" من خلال التشجيع على إقامة أنظمة سياسية ديمقراطية، حتى لا يكون الاتحاد الاوروبي جارا لأنظمة إسلامية راديكالية.
وقال إن "التطرف يزداد بشدة في مالي، حيث في الشمال تسيطر الحركات الارهابية بشكل مباشر على مساحة أكبر من فرنسا؛ حلم القاعدة في إقامة دولة لهم الذي لم يتبلور في الصومال والذي سعت لأجله في أفغانستان، والذي انتقل الآن على بعد 1300 كلم من (جزر) الكناري".
واعتبر مارجايو أنه "من الخطا الخلط بين الاسلام والاستبداد"، مطالبا الاتحاد الاوروبي بتشجيع الأحزاب والتكتلات السياسية على الربط بين الديمقراطية والإسلام.
وفي استعراضه للأوضاع في الدول التي شهدت تغييرا في انظمتها الحاكمة مثل مصر، قال وزير الخارجية الاسباني إنه على الرغم من أن "الاشياء تسير بشكل جيد إلى حد معقول إلا أن هناك أرض خصبة متمثلة في الفقر الذي يزيد الدعم للإسلام الراديكالي".
وفي هذا الصدد، أوصى مارجايو بتشجيع تلك البلدان على إتاحة الحريات وتعزيز الديمقراطية بالتوازي مع مساعدتها وتوفير الموارد اللازمة لها لخلق فرص عمل لدعم التحول الاقتصادي.
وقال "علينا أن نبني بديلا قائما على الرخاء والثروة بما يحول دون دعم أرض خصبة مثل الفقر للتطرف"، مؤكدا على أهمية "استكمال التحول السياسي بآخر اقتصادي".(إفي)