Investing.com – واصلت أسعار النفط الإرتفاع خلال التداولات الأمريكية لليوم الخميس، لتصل إلى أعلى مستوياتها في نحو 3 أشهر، بعد صدور تقرير (أوبك) الشهري) وبعد ان نجحت هذه العقود في المحافظة على مكاسبها التي كانت قد تحققت بعد صدور التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، والذي أظهر أن المخزونات الأمريكية من النفط قد تراجعت للأسبوع السادس على التوالي، مما أضاف إلى حالة التفاؤل بشان عودة سوق النفط إلى التوازن.
ففي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس)، وعند الساعة 8:50 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (12:50 ظهراً بتوقيت غرينيتش) إرتفعت عقود النفط الخام الآجلة تسليم أيلول/سبتمبر بواقع 60 سنتاً، أو ما يعادل 1.2٪، لتتداول عند 50.22 دولار للبرميل. وكانت هذه العقود قد سجلت 50.43 دولار في وقت سابق من الجلسة، وهو أعلى سعر لها منذ نحو 3 أشهر.
من جهة أخرى، وفي بورصة لندن للعقود الآجلة (أيس)، إرتفعت عقود نفط برنت الآجلة تسليم تشرين الأول/أكتوبر بواقع 83 سنتاً أو ما نسبته 1.6٪ لتتداول عند 53.53 دولار للبرميل. وكانت عقود برنت قد تداولت عند 53.63 دولار للبرميل في وقت سابق من الجلسة، وهو أعلى سعر لها منذ 25 آب/أغسطس.
وقد إرتفعت المعنويات في أسواق النفط العالمية بعد أن توقعت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إرتفاع الطلب على نفطها في عام 2018 بسبب إرتفاع الاستهلاك العالمي وتباطؤ نمو العرض من المنتجين المنافسين. ففي تقريرها الذي صدر في وقت سابق اليوم، ذكرت (أوبك) أن العالم سيحتاج إلى 32.42 مليون برميل من النفط يومياً خلال العام القادم، وذلك بإرتفاع قدره 220 ألف برميل عن توقعاتها السابقة.
كما عبرت المنظمة عن تفاؤلها بشأن النمو الاقتصادي خلال العام القادم، وقالت إن مخزونات النفط في الدول الكبرى إقتصادياً قد تراجعت في حزيران/يونيو، وأنها ستنخفض أكثر في الولايات المتحدة، وهذا يشير إلى أن إتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده (أوبك) ينجح.
وذكر التقرير كذلك أن مجموع إنتاج النفط لكامل الدول المنطوية تحت جناح المنظمة قد إرتفع بمقدار 173 ألف برميل يومياً فى تموز/يوليو ليصل الى 32.87 مليون برميل يومياً بسبب ارتفاع الإنتاج في كل من ليبيا ونيجيريا واعفاء هذين العضوين من خفض الإنتاج.
وتشير الأرقام إلى أن أعضاء منظمة الأوبك قد إمتثلوا بنسبة 86٪ لإتفاق خفض الإنتاج في تموز/يوليو، مقارنة مع 96٪ في حزيران/يونيو، لكن حتى هذا الرقم يعتبر مرتفعاً بحسب معايير (أوبك).
ومن بين الأحداث الهامة فيما تبقى من الأسبوع، تترقب الأسواق نشر وكالة الطاقة الدولية تقريرها الشهري حول العرض والطلب على النفط في الأسواق العالمية، والمقرر صدوره غداً الجمعة.
وكانت منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك) قد أقرت أتفاقاً، بالتعاون مع عدد من أكبر الدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة، وعلى رأسها روسيا التي هي حالياً أكبر منتج للنفط في العالم، في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، يهدف إلى خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا للستة أشهر الأولى من العام الحالي، وإنتهى بتاريخ 30 حزيران/يونيو. إلا أن هذا الاتفاق قد فشل في التأثير حتى الآن على مستويات المخزون العالمية.
وفي ختام إجتماعها الذي جرى يوم 25 آيار/مايو الماضي، قد أقرت تمديد إتفاق خفض الإنتاج لمدة 9 أشهر أخرى حتى نهاية شهر آذار/مارس من عام 2018، ولكن دون ان يتم زيادة حجم هذه التخفيضات.
وحتى الآن، لم يكن لاتفاق خفض الإنتاج الذي وصف بـ "التاريخي" في حينها، تأثير يذكر على مستويات مخزونات النفط العالمية بسبب ارتفاع الإنتاج من جانب الدول المنتجة التي لم تشارك في الاتفاق، مثل ليبيا ونيجيريا، وكذلك بسبب الزيادة المستمرة في إنتاج النفط من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.
ولن تعقد المنظمة إجتماعاً رسمياً آخر حتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم، مما سيحد من فرص أعضائها للتوصل إلى اتفاق يتضمن خفضاً أكثر قوة بهدف إيقاف تأثير الإنتاج الأمريكي المتزايد على العرض العالمي.
وكان النفط قد أنهى تداولات أمس الأربعاء بتحقيق المكاسب بعد أن أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة تراجع مخزونات النفط الخام بمقدار 6.5 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو إنخفاض أقوى من توقعات المحللين الذين كانوا يترقبون تراجعاً قدره 2.7 مليون برميل، ولكنه أقل حدة من أرقام تقرير معهد البترول الأمريكي الذي توقع تراجع قدره 7.8 مليون برميل.
كما قالت إدارة معلومات الطاقة في التقرير أن الإمدادات إلى نقطة التسليم الرئيسية لنفط نايمكس في (كوشينغ) بولاية (أوكلاهوما) قد إرتفعت بمقدار 569 ألف برميل خلال الأسبوع الماضي.
وبذلك، يقف مجموع المخزونات الإستراتيجية الأمريكية عند 475.4 مليون برميل بنهاية الأسبوع الماضي، وهو ما قالت إدارة معلومات الطاقة أنه يقع في النصف الأعلى من مدى المعدل السنوي لمثل هذا الوقت من السنة.
وأظهر التقرير كذلك إرتفاع مخزونات البنزين بواقع 3.4 مليون برميل، وهو ما شكل مفاجأة للتوقعات التي كاننت تترقب تراجعاً قدره 1.4 مليون برميل.
كما قالت إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات المنتجات المُقطرة، بما في ذلك الديزل، قد تراجعت بمقدار 1.7 مليون برميل.
وكان معهد النفط الأمريكي ، وهو جهة خاصة غير رسمية، قد أصدر تقريره الأسبوعي في موعده المعتاد، يوم أمس الثلاثاء عند الساعة 4:30 مسائاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي. وأظهر التقرير تراجع مخزونات النفط الخام بمقدار 7.89 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 4 آب/أغسطس. كما أظهر التقرير ارتفاع مخزونات البنزين بمقدار 1.5 مليون برميل وتراجع مخزونات نواتج التقطير بمقدار 157 ألف برميل.
وكثيراً ما يتم ملاحظة إختلافات حادة بين الأرقام التقديرية التي يصدرها معهد البترول الأمريكي والأرقام الرسمية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة، والتي يتم إعلانها بعد أقل من 24 ساعة على صدور التقرير.
وفي مكان آخر في بورصة نايمكس، تداولت عقود البنزين الآجلة تسليم أيلول/سبتمبر على ارتفاع قدره 2.4 سنتاً، لتسجل 1.648 دولار للغالون، بينما إرتفعت عقود زيت التدفئة تسليم أيلول/سبتمبر بـ 2.4 سنتاً كذلك، لتتداول عند 1.677 دولار للغالون.
أما عقود الغاز الطبيعي الآجلة تسليم أيلول/سبتمبر فلقد إرتفعت بمقدار 3.4 سنتاً، لتتداول عند 2.917 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، قبل ساعات قليلة من صدور تقرير المخزون الأسبوعي، والمقرر صدوره عند الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي.