طه محمد.
الأقصر (مصر)، 25 سبتمبر/أيلول (إفي): تتباين وجهات النظر حول وضع السياحة في الأقصر الواقعة جنوبي مصر، بعد مرور أكثر من عام ونصف العام على ثورة 25 يناير/كانون ثان 2011، والتي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك.
فبينما تؤكد الرواية الرسمية أن الوضع لم يتأثر بدرجة كبيرة بعد الثورة وما تلتها من أحداث، وصولا إلى انتخاب الرئيس محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، يشدد بعض العاملين في هذا المجال على أن التأثير كان كبيرا للغاية.
ويقول أسامة محمد عبد الحفيظ، مدير عام مكاتب الهيئة العامة لتنشيط السياحة بالأقصر لـ(إفي) إن المدينة، التي تضم ثلث آثار العالم، حققت رقما قياسيا من حيث عدد الزوار، قبل عام من الثورة، حيث بلغ عدد الزائرين 3.5 ملايين، مشيرا إلى أن هذا العدد تراجع فقط بنسبة 30% خلال 2011 و2012.
وتؤكد الحكومة الحالية أنها تسعى لتنشيط السياحة خاصة بعد ثورة 25 يناير، التي أطاحت بالنظام السابق مطلع العام الماضي، وما تبعها من أزمات اقتصادية، في ظل مخاوف شريحة كبيرة من العاملين بالقطاع من وصول تيارات إسلامية إلى الحكم.
ويعتبر قطاع السياحة أحد أهم موارد الاقتصاد المصري، الذي يشهد ترنحا، مما اضطر السلطات إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي.
في المقابل يقول أحد ماسحي الأحذية بالقرب من أحد الفنادق الفاخرة، ويدعى وليد، لـ(إفي) أن الوضع متدهور للغاية "الحالة نايمة على الآخر"، في المدينة التي كانت عاصمة لمصر في عصر الإمبراطورية (1567-1085 قبل الميلاد).
كما يؤكد سائق حنطور، يدعى محمد، "منذ عامين والوضع متدهور للغاية". وقال وهو ينتظر خروج أحد السائحين لاصطحابه أنه بالكاد يحصل على ما يكفيه هو وأسرته وحصانه.
ووصل الأمر بأحد العاملين في هذا الفندق إلى القول إن نسبة الإشغال أحيانا لا تتجاوز ست غرف.
ويؤكد عبد الحفيظ أن الزيارة التي قام بها مرسي إلى الأقصر مؤخرا وتفقد خلالها المعالم الأثرية والتقى فيها ببعض الوفود الأجنبية بعثت بـ"رسالة طمأنة" إلى الجميع بأن مصر في ظل حكم الإخوان المسلمين ترحب بالسائحين.
ولكن وليد قال إن شيئا لم يطرأ على الوضع منذ اندلاع الثورة، بما في ذلك الزيارة التي قام بها مرسي إلى الأقصر، أما سائق الحنطور فقد كان له رأي آخر.
فرغم أنه أكد أن مرسى لم يلتق خلال الزيارة بالعاملين في القطاع ولم يتعرف على مشكلاتهم، بل إنه اكتفى "بالتقاط الصور في الأماكن السياحية" "برفقة رجاله"، فإنه لاحظ أن عدد السائحين زاد بعض الشيء بعد الزيارة. (إفي)