بور أو برنس، 25 فبراير/شباط (إفي): أعرب التشيلي ماريانو فرناندث، رئيس بعثة الأمم المتحدة لحفظ الاستقرار في هايتي (مينوستاه)، عن "قلقه الشديد" إزاء استقالة رئيس الوزراء في هذا البلد الكاريبي جاري كونيل.
وأشاد فرناندث في بيان صدر الجمعة بإسهام كونيل في عملية حفظ الاستقرار في هايتي، مؤكدا أن استقالته ستضر بهذا البلد في وقت يبدأ فيه شعبه الطريق نحو إعادة الإعمار والنمو الاقتصادي وتعزيز المؤسسات في دولة القانون.
وناشد المسئول الأممي سلطات هايتي "الحفاظ على مناخ مناسب من أجل إرساء الديمقراطية في البلاد وإعادة دفع الاقتصاد".
كما دعا إلى تعيين رئيس وزراء "في أقرب وقت ممكن" تفاديا لحدوث تأخر في اتخاذ الإجراءات ذات الأولوية لإرساء الاستقرار السياسي مثل موافقة البرلمان على موازنة الدولة.
وذكر أيضا ضمن الإجراءات إعداد أجندة تشريعية متفق عليها ونشر التعديلات الدستورية وتنظيم انتخابات محلية وبلدية في عام 2012 ، والعمل سويا لتحقيق هذه الأهداف "لصالح شعب هايتي في المقام الأول والأخير"، على حد قوه.
وجاءت استقالة رئيس وزراء هايتي بعد تناثر شائعات على مدار أربعة أشهر ونصف الشهر حول وقوع خلافات مع الرئيس ميشال مارتيلي.
وظهر الخلاف بين رئيس هايتي ورئيس وزرائه إلى النور خلال الأسبوع الماضي حين استدعى مجلس الشيوخ الوزراء لمناقشة قضية جنسيات أعضاء الحكومة ورئيس البلاد، حيث يمنع دستور البلاد تولي رئيس أو وزير مزدوج الجنسية.
واعتبرت الرئاسة الهايتية أن هذا الأمر يجب أن يناقش داخل قاعات المحاكم وحسب، لكن كونيل طلب من وزرائه الامتثال للتحقيق، كما قدم بنفسه وثائق سفره للتأكد من جنسيته الأحادية.
واشتد الجدل حين أمر كونيل بفتح التحقيق في عقود أبرمتها الحكومة السابقة بسبب شبهات فساد.
يذكر أن كونيل (46 عاما) هو طبيب نساء وعمل سابقا كمساعد للمبعوث الخاص للأمم المتحدة في هايتي بيل كلينتون، وهو مسؤول دولي ذو خبرة واسعة، وثالث شخص يختاره الرئيس الهايتي ميشال مارتيلي الذي تولى سلطة البلاد في 14 مايو/آيار 2011 ، حيث رفض البرلمان مرشحين سابقين.
وتعين على كونيل الإسهام في دفع أعمال إعادة الإعمار في البلاد بعد الزلزال المدمر الذي أودى بحياة 300 ألف شخص في يناير/كانون ثان 2010 ووباء الكوليرا الذي انتشر في البلاد وحصد حياة أكثر من ستة آلاف شخص. (إفي)