بوجوتا، 19 سبتمبر/أيلول (إفي): قدم 22 متمردا سابقا في صفوف جماعة القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك) أزياء في عروض تقدم للمرة الأولى، مستغلين في ذلك خبراتهم في حياكة ملابس عسكرية سابقة لأفراد أقدم جماعة متمردة في أمريكا اللاتينية.
وبعد توقيع اتفاق سلام بين حكومة بوجوتا والجماعة اليسارية في عام 2016 وجد المتمردون أنفسهم أمام فرصة حقيقية من أجل إطلاق أول خط إنتاج لأزياء مختلفة عن الملابس التقليدية المموهة التي تعودوا على حياكتها للمقاتلين بهدف التخفي بين الغابات الكثيفة.
وقدم العارضون المنحدرون من إقليم توليما الواقع شمال غربي كولمبيا الأزياء الأربعاء في عرض حمل اسم "من الحرب إلى السلام" داخل جامعة الإنديز الكائنة في العاصمة بوجوتا.
وشمل العرض الذي أقيم في حضور مدرسين وطلاب ومدونين وصحفيين تقديم فساتين وقمصان وتنورات وسترات من بين ملابس أخرى.
ومن بين المشاركات في المعرض، تبرز أنخيلا ماريا ايريرا المعروفة بشغفها للموضة رغم أنها تدرس علوم سياسية.
وقالت الشابة البالغة من العمر 24 عاما إن المساهمة في بناء السلام تأتي من خلال العمل على توفير وظائف لائقة لأولئك الذين حملوا السلاح.
ومن نفس الإقليم، جاء متمرد سابق يدعى جيمي رودريجيز يبلغ من العمر 43 عاما وكان على مدار 21 عاما يحيك الملابس للمقاتلين والآن يأمل أن يكون ذلك "مصدر رزقه" في زمن السلم.
ويقول جيمي "في الجبال كانت لدينا ورش لحياكة الزي الموحد للمتمردين، وبما أنني كانت لدي فكرة عن الأمر، فكان من السهل لي المضي قدما في صناعة الملابس الآن".
كما يوضح جونزالو بيلتران، أحد المسؤولين عن المعرض، أن تعلم حياكة الملابس كان أحد "المعارك الأكثر صعوبة" لديه.
ويضيف "المهمة لم تكن بالسهلة على الإطلاق، لكن الشيء المهم هو عدم التوقف عن الإصرار ومواصلة التدرب على الحياكة".
وتتراوح أسعار الملابس، بين 25 و78 ألف بيزو كولومبي (7 و23 دولارا).
ولم يتخيل بيلتران، الذي قضى 14 عاما في أحراش إقليمي ميتا وجوافياري مع فارك، أن يدخل مغامرة الموضة.
وكانت حكومة بوجوتا قد وقعت مع (فارك) اتفاق سلام في نوفمبر/تشرين ثان 2016 بعد نحو أربعة أعوام من المفاوضات في هافانا لإنهاء النزاع المسلح بينهما، ما وضع نهاية لنزاع دام عقود. (إفي)