تبدأ شركات صناعة السيارات عادة، عامها في أكبر أسواق العالم للسيارات، وهو معرض السيارات السنوي في الصين، وتعرض الشركات، نماذجها الجديدة مع حضور آلاف الشخصيات التي تملأ القاعات الضخمة لهذا الحدث الذي يستمر على مدار أسبوع كامل.
ولكن في 2020، ستحتاج العلامات التجارية العالمية إلى إيجاد مكان جديد لإطلاق مئات المنتجات، بعد أن قال المنظمون، إن المعرض سيتم تأجيله بسبب تفشي فيروس “كورونا” المميت.
وقال محللون، إن مصانع السيارات في جميع أنحاء الصين، تعيد تشغيل عملياتها بعد فترة إغلاقها على مستوى البلاد، لمحاولة وقف انتشار الفيروس، لكن قد يصل تعليق العمل في سلسلة التوريد والمبيعات إلى عدة أشهر حتى يتعافى المصنعون منها.
وبعد انتشار الفيروس عدلت رابطة مصنعي السيارات في الصين، الأسبوع الماضي، توقعاتها لعام 2020، حيث تتنبأ الآن بانخفاض المبيعات بنسبة 10% للنصف الأول من العام و5% للعام بأكمله.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أنه تم تأخير جدول الإنتاج لجميع شركات صناعة السيارات الكبرى لمدة أسبوع على الأقل.
ورغم إعادة تشغيل المصانع في الوقت الحالي، يقول المحللون إن شركات صناعة السيارات ستظل تكافح من أجل زيادة الإنتاج، وأعلنت هوبي، المقاطعة الصينية التي كانت مركز تفشي المرض يوم الخميس الماضى، أنها ستمدد إغلاق الشركات غير الأساسية حتى 11 مارس المقبل.
وقال الرئيس التنفيذي لأحد صانعي السيارات: “إننا جميعًا نضغط من أجل الحصول على الموافقات الفردية مع الموردين الرئيسيين، وهو ما أتوقع أن نحصل عليه، لكنني متأكد من أنه ستكون له عواقب على بعض المصنعين”.
أما المحلل في شركة “إل إم سى أوتوموتيف” في شنغهاي، جون تسنغ ، فقال إن العديد من العمال في الحجر الصحى وغير قادرين على العودة إلى العمل، في حين أن أولئك العائدين ينبغى استخدام كمامتين في اليوم الواحد إذا كانوا على خط الإنتاج، متسائلاً: “كيف تضمن أن لديك ما يكفي من الكمامات لجميع العمال؟”
وفي مواجهة أزمة الكمامات أعلنت شركة “جنرال موتورز (NYSE:GM)” وأحد شركائها الصينيين “جوانجزو أوتوموتيف”، أنها ستصنع الأقنعة بأنفسها.
وقال تو لو، مؤسس شركة “سينو أوتو انسايت” الاستشارية، إن نقص الأجزاء قد يمثل مشكلة كبيرة حتى لو كان لدى المصنعون جميع العمال الذين يحتاجون إليهم.
وأضاف: “قد يكون ذلك جزءاً ضاراً جدًا، إذ إن صامولة واحدة قد تغلق الخط بأكمله”، في إشارة إلى أن جميع المصادر من الصين.. ولذلك لا أحد يستطيع أن يقول “أنا لست متأثراً بالفيروس”.
وكشفت البيانات الجمركية، أن الصين صدرت قطع غيار السيارات بقيمة إجمالية تتجاوز 60 مليار دولار العام الماضي، أي حوالي 80% من الإنتاج العالمي للسيارات.
تأجيل معرض السيارات السنوي بالصين وخطوط الإنتاج في خطر
وتعطلت سلسلة الإمداد بالفعل خارج الصين، إذ اضطرت شركة جاكوار لاند روفر، إلى نقل أجزاء من الصين فى حقائب لضمان الإمداد، فى حين قالت شركة “فيات كرايسلر”، إن أحد مصانعها الأوروبية سيضطر إلى وقف الإنتاج بعد ان أغلقت “هيونداى” و”نيسان” بالفعل مصانع في كوريا الجنوبية.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الإنتاج هو فقط نصف المعادلة، ويحتاج الوكلاء أيضًا إلى سيارات صالات العرض الخاصة بهم.
وقالت وكالة التصنيف الائتماني “فيتش”، إنه من المرجح أن يأتي التأثير الأكبر على القطاع من انخفاض المبيعات خلال فترة انتشار الفيروس، مشيرة إلى أن شركة “جنرال موتورز (NYSE:GM)” معرضة لذلك بشكل كبير، لأن نحو 40% من مبيعاتها تعتمد على الصين.
وكشفت البيانات انخفاض مبيعات “جنرال موتورز (NYSE:GM)” الشهر الماضي بنسبة 40%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، ووفقًا لحسابات شركة “إل إم سى أوتوموتيف”، فإن أكثر المناطق تضرراً فى البلاد والتي تضم جميعها أكثر من 500 حالة فيروس، تمثل 61% من جميع مبيعات سيارات الركاب و54% من الإنتاج، وتتمتع شركة “فولكس فاجن” بأعلى حصة في السوق في هذه المناطق.
وبدأت بعض المناطق في الصين، اتخاذ تدابير لتعزيز المبيعات، وقامت مدينة فوشان، فى مقاطعة قوانغدونغ، على سبيل المثال بتقديم الدعم للمشترين والتجار، لكن من غير المرجح أن تتخذ العديد من الحكومات المحلية التي تعاني من ضائقة مالية، خطوات مماثلة، الأمر الذي سيجعل الوكلاء يكافحون من أجل تحقيق مبيعات للشهرين أو الأشهر الثلاثة المقبلة على الأقل.
وتوقع محلل صناعة السيارات في الصين، داليبور بيتكوفيتش، انخفاض المبيعات بنسبة تصل إلى 80% الشهر الحالى، وقال بيتكوفيتش: “لا يمكننا أن نتوقع زيادة في المبيعات لفترة من الوقت، فالسوق ميت ولا يوجد أحد يشتري السيارات”.