وجدت أكبر الشركات في الولايات المتحدة بعض الطرق لمساعدة موظفيها على تخطي الأزمة التي تسبب بها تفشي فيروس كورونا المستحدث، كتقديم وجبة مجانية مرة واحدة أسبوعيا أو تقديم بدلات أو معونات نقدية.
مع توقف أجزاء كبيرة من الاقتصاد، تستعد العديد من الشركات للانخفاض الحاد في الطلب على خدماتها، وهذا يعني بالنسبة للكثيرين تسريح العمال، ولكن بالنسبة لشركات أخرى يشير هذا الأمر إلى الحفاظ على أبوابها مفتوحة وإبقاء العاملين في المنزل وجعل حياتهم أسهل، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
يخطط تاجر التجزئة الأمريكي “وول مارت” لمنح مكافأت نقدية لكافة موظفيه العاملين بالساعة في الولايات المتحدة، حيث أعلن مؤخرا اعتزامه تقديم مكافأة بقيمة 300 دولار للعاملين بدوام كامل و150 دولارا للعاملين بدوام جزئي، بجانب خطط لتوظيف 150 ألف عامل في متاجرة ومراكز التوزيع والتنفيذ لخدمة المتسوقين المحتملين ممن يحتاجون إلى مورد ثابتة من الأغذية والسلع المنزلية.
وفي الوقت نفسه، تعهدت شركة “بيبسيكو” الأمريكية بزيادة أجور بعض الموظفين بما لا يقل عن 100 دولار أسبوعيا خلال الشهر المقبل، وهو تغيير يمكن أن يؤثر على نحو 90 ألف شخص.
وقالت الشركة إنها تعتزم توظيف 6 آلاف عامل أيضا خلال الأشهر القادمة وتقديم إجازة مرضية للموظفين الخاضعين لحجر صحي، كما أنهل ستدفع ثلثي الأجر العادي للموظفين الذين يضطرون للبقاء في المنزل لرعاية أطفالهم لمدة تصل إلى 12 أسبوعا.
وقالت الشركة أيضا إن الموظفين في أي منشأة تغلقها شركة بيبسي سيحصلون على راتبهم الكامل لمدة تصل إلى 12 أسبوعا.
وجعلت شركة المستحضرات الدوائية “أمجين” بعض موظفيها يعملون من المنزل براتب 250 دولار مقابل المعدات التي يحتاجونها، وبدل 50 دولارا شهريا لخدمات الإنترنت والهاتف، كما أنها وعدت بدفع ما يجنيه هؤلاء الموظفين أسبوعيا، حتى إذا انكمشت متطلبات العمل.
وأوضحت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الأساليب المختلفة تعكس الاحتياجات المختلفة للشركات وموظفيها خلال فترة تتسم بعدم يقين غير مسبوق.
ويعمل المسؤولون الفيدراليون على وضع مقترحات لإرسال شيكات مباشرة إلى الأمريكيين ومساعدة الصناعات التي تضررت بشدة من كوفيد-19، ولكن الحكومة أصدرت حزم تحفيز من قبل ولا توجد إرشادات للشركات في وقت مثل هذا.
وقالت ناتاشا لامب، الشريك الإداري في شركة “أرجونا كابيتال”، وهي مدير مالي له تاريخ في مبادرات الدعم بشأن المساواة في الأجور والإدارة البيئية، إن الشركات يجب أن تتقدم لتجنب تسريح العمال، خاصة إذا كانت ستحصل على مساعدة حكومية، مشيرة إلى أن أن العالم يمر بأزمة إنسانية ويجب على الشركات معاملة موظفيها بطريقة إنسانية.
وفي الوقت نفسه، قالت مجموعة “جي.بي مورجان تشيس” المصرفية للموظفين، في مذكرة صدرت يوم الجمعة، إن جميع العمال الذين يجنون أقل من 60 ألف دولار سنويا في أحد فروعها سيحصلون على ما يصل إلى ألف دولار مقسومين على دفعتين، كما أنها أفادت، الأسبوع الماضي، بأن عمال الفروع الذين يُطلب منهم الاستمرار في العمل سيحصلون أيضا على وجبة مجانية كل يوم خميس.
وأضاف “بنك أوف أمريكا” ما يصل إلى 200 دولار إلى أجور الموظفين الذين يتعين عليهم الاستمرار في العمل في فروعه خلال فترة الأزمة، كما أن موظفي الفروع الذين خُفضت ساعات عملهم سيحتفظون بأجور عمل بدوام كامل، وسيحصل موظفو مركز الاتصال على ضعف أجرهم العادي لكل ساعة عمل مقابل كل ساعة إضافية على الـ 40 ساعة المقررة أسبوعيا.
ويقدم كل من “سيتي جروب” و “ويلز فارجو” المساعدة اللازمة للموظفين، حيث تدفع “سيتي جروب” تكاليف نقل موظفي الفرع حتى يتمكنوا من تجنب أنظمة النقل العام التي قد تعرضهم للإصابة بالفيروس المميت، بينما تقوم “ويلز فارجو” بتعويض الموظفين مقابل كل ساعة عمل يوميا.