115 مليون مواطن يقومون برحلات داخلية بقيمة 6.7 مليار دولار
بعد أشهر من الإغلاق، يبدو أن المواطنين الصينيين أصبحوا حريصين على التنقل داخل البلاد وليس خارجها.
وقام نحو 115 مليون شخص برحلات سياحة داخلية خلال عطلة عيد العمال، ليعززوا الإيرادات السياحية بقيمة 47.6 مليار رينمينبى ما يعادل 6.7 مليار دولار، مما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بـ43 مليون رحلة أجريت خلال عطلة مهرجان “تشينغمينغ” التى استمرت 3 أيام فى شهر أبريل.
وتؤكد هذه الزيادة فى الرحلات السياحية ارتفاع ثقة السكان فى السيطرة الحكومية على تفشى جائحة فيروس “كورونا”.
وقال جيسبر بالمكفيست، مدير مجموعة “إس تى آر” الأمريكية التى تعمل على تعقب بيانات العرض والطلب لقطاعات السوق المتعددة فى آسيا والمحيط الهادئ: “فى ظل موعد المؤتمر الوطنى المقرر الآن، هناك إشارات ثقة قوية فى الصين بالتأكيد”، مشيرا إلى أن المؤتمر عادة ما يُعقد فى مارس، ولكن موعده تأجل إلى نهاية مايو بسبب تفشى الوباء.
وتكشف البيانات الأولية الصادرة عن “إس تى آر” تسجيل ارتفاعاً كبيراً فى مستوى إشغال الفنادق ومتوسط أسعار الغرف اليومية منذ بداية العطلة، مع تضاعف المعدلات اليومية تقريبا مقارنة بالأسابيع القليلة الماضية.
وقالت جيان تشانج، كبير الاقتصاديين الصينيين فى بنك “باركليز إنفيستمنت” فى هونج كونج، إن ثقة الجمهور انتعشت الآن إلى مستوى معقول، حيث يرى المواطنون الصينيون قدرة الحكومة على السيطرة على تفشى الوباء.
ومع ذلك، تؤكد الأرقام أيضا أن الصين لا يزال أمامها طريق طويل للتعافى الاقتصادى من آثار الوباء، خاصة أن العام الماضى شهد تسجيل 195 مليون رحلة سياحية فى عطلة عيد العمال، وهو ما يزيد عن المسجل حاليا.
وساهمت السياحة بأكثر من 11% فى الاقتصاد الصينى فى عام 2019، فهى تعتبر ركيزة أساسية ضمن أهداف الحكومة طويلة الأمد لخلق اقتصاد قائم على الاستهلاك.
وأضافت تشانج: “باعتباره واحدة من أكثر القطاعات تضررا من تفشى الوباء، لا يزال قطاع السياحة الصينى يعانى بشكل كبير من انكماش عام بعد عام”، مشيرة إلى أن عائدات السياحة المسجلة خلال عطلة عيد العمال انخفضت بنحو 60% عن العام الماضى.
وأشار المحللون إلى أن الأفراد ما زالوا يتجنبون الرحلات الجوية، بسبب مخاطر العدوى الكبيرة المستمرة، لذا أصبحت الرحلات بالسيارات أكثر جاذبية.
ومع ذلك، لا تزال فكرة السفر الدولى غير واردة بالنسبة لمعظم السياح الصينيين، وفقا لما قالته تاو وانج، رئيسة اقتصاديات آسيا فى مؤسسة “يو بى إس” المصرفية فى هونج كونج.
وأوضحت وانج: “لا يرجح أن يكون الناس فى الصين مستعدين للسفر إلى الخارج قريبا، وحتى إذا كان هناك نية، فلا يمكنهم ذلك، خاصة أن الصين خفضت الرحلات الدولية بشكل كبير”، مشيرة إلى أن العديد من الحكومات الأجنبية فرضت أيضا قيودا على الدخول إلى بلادها.
وتعتبر هذه أنباء غير مرحب بها بالنسبة لمجالس السياحة وشركات الطيران الغربية، والتى عززتها السياحة الصينية، فقد أشار المكتب الوطنى الأمريكى للسياحة والسفر إلى أن الولايات المتحدة شهدت وفود 2.8 مليون سائح صينى إليها خلال العام الماضى، فى حين قالت أكاديمية السياحة الصينية إن أكثر من 6 ملايين سائح صينى زاروا أوروبا فى عام 2018.