من منا لم يشهد الانهيارات الأخيرة في أسواق العملات الرقمية التي رجح الجميع أسبابها إلى الركود الاقتصادي و تأثيره على استقرارها و بورصات العملات المشتفرة. ولكن سرعان ما لاحظنا بدء التعافي والعودة فما هذا التخبط و ما تأثيره على هذا المجال؟
أزمة الركود الاقتصادي في سوق العملات كما شهدنا انخفاض سعر بيتكوين لحدود 18 ألف دولار بعد ان كان قد وصل لما تجاوز 50 ألف دولار جعلنا نفكر عميقا في موضوع الركود الاقتصادي. ولكن سحب البيتكوين من اسواق التداول يشير إلى رغبة المستثمرين و المتداولين في الحفاظ على أمان أصولهم و اموالهم. هذا الأمر يعكس جزء من حالة التخبط التي أدى لها الركود الاقتصادي الذي أصاب الأسواق.
بالإضافة إلى ذلك قامت عدت صحف بنشر تقارير و تحليلات كشفت فيها أن اجمالي العرض المتداول من اصول العملات الرقمية ” خاصة BTC ” بدء بالانخفاض بشكل شديد. كما وانه من ناحية أخرى فإن ازدياد الطلب على تيثر USDT وغيرها من العملات الرقمية المستقرة يبين أن المستثمرين يمتلكون قدرة شرائية ستساعد في تخفيف آثار الركود الاقتصادي الحاصل وتداعياته القاسية على مجال أسواق العملات الرقمية وغيرها.
كما وتعكس المعطيات الحالية رغبة المتداولين بالعودة لنشاطهم و حماية ثرواتهم في نفس الوقت. في سبيل سعيهم لمنع حدوث أخطار التضخم. وذلك ضمن ما عرف برفع أسعار الفوائد و تداعيات الركود الاقتصادي العالمي.
شيبا و دوجكوين و الركود الاقتصادي في ظل دعم ايلون ماسك لهاتين العملتين لا بد لنا من التنويه على تأثرهم وتأثيرهم في أسواق العملات خلال فترة الركود. حيث بقيت العملتان تتصدران اسواق العملات بقيم التداول وتحقيق الارباح خلال اسبوع الركود الفائت. حيث استحقت كل منهما لقب ” نكتة صغيرة ومكاسب كبيرة”. بالإضافة إلى ذلك فإن أسهم شيبا ارتفعت بنسب تصل ل48 بالمئة و زادت في قيمها الاسبوعية بعد الهبوط الحاد.
كما وأن دوجكوين ايضا استطاعت تحقيق ارتفاعات جيدة اذا ما قارناها بغيرها من العملات. حيث انه وبعد الركود الاقتصادي و آثاره تمكنت من تحقيق ارتفاع بحوالي 16 بالمئة وسطيا في نهايات الاسبوع بعدما خسرت قيما كبيرة وتراجعت لحدود الست سنتات فقط بعد ضغوط البيع الكبيرة و ازمة الركود.
حيث برزت ارتفاعات هاتين العملتين بعد أن أكد ايلون ماسك دعمه لدوجكوين في منتدى دولة قطر الاقتصادي. علاوة على ذلك فإن دعم ماسك لهذه العملة سيساعد في استمرار تحسن أسعارها بشكل ملحوظ. وذلك في ظل الركود الاقتصادي وخطره المحيط.
رفع اسعار الفائدة في ظل الركود الاقتصادي جميعنا سمعنا عن الاجتماع العظيم الذي قام به أعضاء الخزانة الأمريكية ليناقشوا تداعيات الركود الاقتصادي و آثاره على الاسواق. كما ولكي يناقشوا عن قرار الفائدة الجديد الذي له أثر كبير على سوق العملات الرقمية. حيث أن كل هذا كان يدل على سؤال ملحّ وهو : هل نحن في فترة ركود اقتصادي أم في مرحلة تطور وتوسع اقتصادي مقبلة؟
هذا الأمر قد لاقى وجهات نظر مختلفة من المحللين و المفسرين. وخاصة أن الركود قد بدأ يخيم بشكل ملحوظ على الأسواق عامة و على بورصات تداول العملات الرقمية خاصة. وفي هذا السياق تقدم المكتب الوطني لدراسة الاقتصاد الأمريكي ليخبرنا أن فترة الركود لن تطول. وخطوة رفع الفوائد على السندات و الأمانات طويلة الامد سوف يسهم في تحسين الأوضاع على مدى قصير وطويل في عتمة الركود الاقتصادي الحالي.
آلية التعافي ومقترحاته بين مكتب الدراسات الأمريكي ان المستثمرين سوف يندفعون لوضع أموالهم في مجالات استثمار مناسبة. كما وأنهم يقيسون مقدار المناسبة هذا مع كمية الأمان التي يوفرها الاستثمار. فإنهم سيتوجهون لإعطاء الدولة قروضا ذات فائدة عالية وبالتالي فهي تحقق أرباحا جيدة. ومن ثم فإن سندات الحكومة تعد استثمار لا بأس به في ظل الركود الاقتصادي. ولكن عندما ترتفع شعبية هذه الأصول والسندات فإن المستثمرين سيكونون أكثر عطاء وتميز. الأمر الذي سيساعد على سرعة التعافي و عودة الأسواق لوضعها. ومن ثم الانتقال من حالة الركود الاقتصادي الحالي إلى حالة التوسع الاقتصادي و التطور في السوق.
التأثير المباشر للوضع الراهن على خلفية الركود فإن الآثار باتت شبه واضحة وبينة للجميع كون الاسواق مالت إلى الانهيار. لكن بدأنا نرى ثمار خطط التعافي بعد أنا عاد البيتكوين ليقطع حاجز العشرين ألف دولار. و تعافي عملات الدوجكوين و شيبا اينيو. كما وان انزلاق التيثر الاخير الى خمس و تسعين سنت ثم عودته وتعافيه يشير بشكل واضح الى مدى خطورة الركود الاقتصادي الحالي و الازمة المحيطة.
لكن الخطط والتدابير الاحترازية اللازمة التي قام بها كبار المستثمرين والحكومات ساعدت في بدء عودة الامور لمجاريها جزئيا. بل أن بعضهم حاول قلب الأمور رأسا على عقب وتحويل حالة الركود الاقتصادي الحالي إلى فرصة توسع اقتصادي. الأمر الذي يبشر بمستقبل واعد بعد أن تمر غيوم الركود الذي يتطلب تعاونا جماعيا لفك هذه العقدة التي سببت خسائر ليست بالقليلة للمستثمرين.