صفقة اثنين الإنترنت:خصم يصل إلى 60% InvestingProاحصل على الخصم

محمد العريان يكتب: من المبكر للغاية إعلان تجاوز خطورة الركود الأمريكي

تم النشر 11/08/2022, 14:01
محدث 11/08/2022, 16:04
© Reuters.  محمد العريان يكتب: من المبكر للغاية إعلان تجاوز خطورة الركود الأمريكى
DX
-

ثمة أوقات يريد فيها المرء أن يكون مخطئا، وشعرت بهذه الطريقة عدة مرات خلال الخمسة عشرة شهور الماضية، سواء عندما حذرت العام الماضي من أن التضخم لن يكون مؤقتًا أو من أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتخلف بسرعة عن هدفه الخاص بالتضخم وتنفد منه خيارات السياسة الأفضل (الهبوط السلس).

واليوم، يتعلق عدم ارتياحي بوجهة النظر القائلة بأن تقرير الوظائف الأخير يشير إلى أن الولايات المتحدة ستتجنب الآن الركود، وهي وجهة نظر يتبناها العديد من المحللين والتي تنعكس في أسعار الأسهم وسندات الشركات، وبينما آمل بشدة أن يكون هذا الرأي صحيحاً، أعتقد أنه من السابق لأوانه إعلان التخلي عن مراقبة الركود، وهو أمر يبدو أن سوق السندات الحكومية أكثر انسجاماً معه.

لا تفهموني خطأ، كان التقرير قويا جدا. زادت الوظائف بمقدار 528 ألفا، وهو ضعف توقعات الإجماع، ورفعت التوظيف في الولايات المتحدة فوق مستوى ما قبل الوباء، وعند % 3.5، وصل معدل البطالة إلى أدنى مستوياته قبل انتشار الوباء، وتنمو الأجور الآن بنسبة % 5.2، مرة أخرى فوق الإجماع، وكانت خيبة الأمل الوحيدة هي معدل المشاركة في العمل الذي يستمر في الانخفاض.

تؤكد البيانات، أنه رغم أن التعريف الفني للركود نتج عن انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة % 0.9 في الربع الثاني، فإن الاقتصاد ليس في حالة ركود باستخدام المفهوم الأكثر شمولية الذي تفضله الغالبية العظمى من الاقتصاديين. لكن هذا لا يعنى أن خطر حدوث ركود خلال الأشهر ال 12 المقبلة قد انتهى، كما أن ذلك لا يضمن أن الركود، في حالة حدوثه، سيكون ضحلًا وقصيرًا.

تشير المؤشرات المستقبلية إلى أنه لا ينبغي اعتبار القوة الحالية لسوق العمل أمراً مفروغاً منه، ولا يتعلق الأمر فقط بالتناقضات بين المسحين اللذين يشكلان التقرير الشهري (المؤسسات والأسر).

بعيداً عن ذلك، تتراجع فرص العمل بمعدل سريع تاريخياً، وتتزايد مطالبات البطالة الأسبوعية، وقد أشار العديد من الشركات إلى نيتها في إبطاء التوظيف/ أو تسريح العمال، وفي الوقت نفسه، فإن الآثار المفيدة لقانون الحد من التضخم الذي أقرته إدارة بايدن للتو لن تفعل الكثير لتغيير هذا على الفور، ثم هناك زاوية السياسة.

فمع بدء إصدار التقرير، رفض معظم الاقتصاديين التعليق الذي أدلى به رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول في 27 يوليو باعتباره محيراً بأن أسعار الفائدة السياسية كانت محايدة بالفعل (المستوى لا يتماشى مع السياسة النقدية التوسعية أو الانكماشية).

أكد التقرير ما أشارت إليه البيانات والإشارات التحليلية الأخرى: لا يزال لدى البنك المركزي الأمريكي الكثير من العمل الذي يتعين عليه القيام به من أجل أن تكون أسعار الفائدة محايدة خاصة بعد أن سُمح للتضخم بالترسخ في النظام.

في حين من المتوقع أن ينخفض معدل التضخم الرئيسي في الأشهر الثلاثة المقبلة، فمن المرجح أن تظل المقاييس الأساسية للتضخم مرتفعة ومترسخة بشكل غير مريح، وبينما يسعى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لاستعادة السيطرة على التضخم واستعادة مصداقيته المتضررة، فإن الزيادات الحادة في أسعار الفائدة وتقلص الميزانية العمومية المتضخمة البالغة 9 تريليونات / دولار يخاطر بسحب البساط من تحت الاقتصاد والأسواق، الذين اعتادا لفترة طويلة جداً على العمل في بيئة فائدة منخفضة للغاية وسيولة هائلة.

والحل البديل المتمثل في وقف مؤقت لدورة رفع الفائدة ليس جيداً لأنه يخاطر بترك الولايات المتحدة تعاني من تضخم ومشكلات نمو في 2023.

يتفهم سوق السندات الحكومية ذلك، كما يتضح من الانقلاب الحالي في منحنى العائد مع ارتفاع أسعار الفائدة قصيرة الأجل فوق المعدلات طويلة الأجل، والمستثمرين مستعدون بشكل غير عادى لقبول علاوة أقل مقابل تخصيص أموالهم في الآجال الأطول، وهذه إشارة تقليدية على تباطؤ الاقتصاد سريعاً، واشتد الانقلاب إلى حوالي 40 نقطة أساس بعد صدور تقرير الوظائف.

لم ينعكس كل هذا في أسعار الأسهم وفروق سندات الشركات، والتي تظل مدعومة جيدًا بكل السيولة التي لاتزال تتدفق حول النظام وعقلية المستثمر التي تهدف إلى استغلال التقييم النسبي بدلاً من التقييم المطلق، وفي الواقع، التوقعات السائدة في الأسواق هي أن أرباح الشركة ستتجاوز إلى حد كبير نمو المبيعات المنخفض، وتكاليف الأجور المرتفعة، بالإضافة إلى الزيادات في بعض التكاليف الأخرى.

أنا بالتأكيد آمل أن يكون المتفائلون على حق، ففي ظل النمو الصيني البطيء والتهديد بحدوث ركود أوروبي، فإن آخر شيء يحتاجه الاقتصاد العالمي هو الصدمة المزدوجة من الركود الأمريكي والخطأ الأكبر في سياسة الفيدرالي. في الواقع، أنا أبحث عن أسباب لتبنى وجهات نظرهم، لكن لسوء الحظ، وللأسف الشديد، فإن تحليلي لما هو قادم لا يتفق مع ذلك.

بقلم: محمد العريان، مستشار اقتصادي لمجموعتي «أليانز» و «جرامسرى»، ورئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.